القدّيسان بروكلس وإيلاريّون الشهيدان
زمن الإمبراطور الروماني ترايانوس، جرى القبض على قديس الله بروكلس. إثر قرارٍ من ترايانوس بإلقاء القبض على المسيحيين وتعذيبهم إن لم يعدلوا ويعبدوا الآلهة الوثنية.
جيء ببروكلس إلى المحكمة مصفداً بالقيود. حينها، كان يرنّم: "سدد خطواتي، يا رب، في سبل السلام وافتح فمي لأسبّحك". دعاه الإمبراطور إلى التضحية تحت طائلة الإلقاء للوحوش فأجاب: "الرب يرعاني فلا أخاف ما يصنع بي الإنسان" (مز 117). هذا أغاظ ترايانوس فأمر بإعادته إلى السجن. بعد ثلاثة أيام استدعاه الحاكم مكسيموس للاستجواب. وإذ أجابه القديس بجسارة حظي الحاكم من الإمبراطور بسلطة اللجوء إلى ما يراه مناسباً من وسائل التعذيب لكسر مقاومته.
لمَّا أقدم رجل الله بروكلس على فضح زيف الآلهة الوثنية، مدَّدوه على منصبة التعذيب وانهالوا عليه جلداً حتى أدموا كل جسده. أمّا هو فلم يئن ولا تفوّه بكلمة.
حين لم تنجح وسائل التعذيب بإضعاف إيمان رجل الله، استيق إلى الإعدام. في الطريق التقى ابن أخيه (أو أخته)، واسمه إيلاريون، فحيّاه وضمه إلى صدره وجاهر بالفم الملآن بأنه هو أيضاً مسيحي. فقبض عليه العسكر وأودعوه السجن. فلمَّا بلغ بروكلس موضع الإعدام صلّى ثمَّ قضوا عليه رمياً بالسهام. أما إيلاريون فأوقف أمام الحاكم من جديد فردَّد أنه مسيحي ولا يخشى التعذيب. ضربوه بالسياط وجرَّوه على الأرض مسافة ثلاثة أميال. وفيما كان دمُهُ ينسكب على الأرض كان يُنشد: "في الجبال المقدَّسة أساساتها. الرب يحبَّ أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب" (مز86: 1-2). أخيراً جرى قطع رأسه ووري الثرى بجانب القديس بروكلس.