البطريرك يوحنا العاشر يقيم القدّاس الإلهيّ في…

2014-05-09

البطريرك يوحنا العاشر يقيم القدّاس الإلهيّ في الرعيّة الأنطاكيّة في أبو ظبي

غصّت كنيسة القدّيس نيقولاوس في أبو ظبي بحضور أنطاكيّ مميّز.

لمشاهدة كل الصوّر أنقر هنا
St-Nicolaos فقد ترّأس الخدمة الإلهيّة غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، يوحنا العاشر وعاونه المطران اسحق (بركات) متروبوليت ألمانيا وأوروبا الوسطى والوكيل البطريركي الأسقف أفرام (معلولي) والآباء الكهنة والشمامسة.

القدّاس، الذي اتسم بطابع فصحي بهج، تابعه المؤمنون في الوطن وبلاد الانتشار عبر تلي لوميار ونورسات.

في نهاية القدّاس ألقى غبطته عظة تناول فيها معاني القيامة وكيفية تجسيدها في حياتنا.

كما توجه غبطته بالشكر إلى كاهن الرعيّة الأرشمندريت استفانوس نعيمة وقلّده صليباً تقديراً لجهوده في خدمة الرعيّة.

" أنت ازرَع فينا كلماتِ يسوع وما نحن إلا أرضًا خَصْبةً تُنبِتُ قمحًا، بعضٌ منا مئة، وآخَرُ ستّين، وآخَرُ ثلاثين. (متى 13:8)

فنعودُ إلى قيامةِ حَياةٍ لا قيامةِ دينونة.

ونؤكّد أنّ: "لغتَنا أنطاكيّة، لغتَنا واحدة! "

(من كلمة مجلس رعيّة القدّيس نيقولاوس - أبو ظبي) "  


كلمة مجلس رعيّة القدّيس نيقولاوس - أبو ظبي

بمناسبة زيارة غبطة البطريرك يوحنا العاشر
ووضع حجر أساس الكنيسة الجديد فيهاب
كما ألقاها المهندس الياس عسّاف المحترم


"اليومَ نعمةُ الرّوحِ القُدْسِ جمعتنا"،
جَمَعَتنا وُجُوهًا تَنَادَت عَلى حُبِّ الكنيسة،
وتستظلّ تحت عباءة راعينا بطريركِ أنطاكيةَ والعربيّة...
هُوَ يَؤُمُّنا ونحن نسترشدُ منه على خطى السيّد.

تركنا بلادًا مزّقتها الحروبُ،
دمَّرها الجشعُ والتعصّبُ والطّمعُ والبُعدُ عن الله:
من جبلِ لبنانَ وشمالِه حتى جَنوبِه،
من بيروتَ وصيدا، منَ البقاعِ وعكّارَ والكورة ،
من دمَشقَ الشّام، حلبَ الجريحة،
من حِمصَ ودَرعَا،
من وادي قاديشا القدّيسين إلى وادي النّصارى.
حَضَنَتنا هذه البلادُ البعيدة،
فانضممنا إلى إخوةٍ لنا من أورشليمَ والناصرة،
من ضفاف نهر الأردنّ إلى عكّا فبيتَ لحمَ اليهوديّة.

تكاتفنا في غَربَتنا... حملنا طيبَة أهلِنا وتعاضُدَهُم في المصاعب،
صِدقَهم في التعاطي، مؤازرتَهم لكلّ محتاج،
وكانت كنيسةُ القدّيس نقولاوس ترعى وتبارك.

من كراسٍ رسوليّةٍ ومشاربَ عديدةٍ التقينا حولَ الكأسِ الواحدة،
فكنا موحّدينَ على وَحدتها، وكان الأب استفانوس في وسْطِنا، أبًا للكلّ ومدبّرًا لأمور الكنيسة، للبشرِ قبل الحجر،

ثابتًا في أرثوذكسيّته، أمينًا على ما تسلّمَهُ من آباءِنا القدّيسين،
مكرِّسًا حياتَه ومضحّيًا في سبيلِ قداسة كلِّ فردٍ في الرّعيّة، فكان له النصيبَ الصّالح.

واليومَ، إذ نُزمِعُ على وضعِ حجرِ أساسٍ لكنيسةٍ أنطاكيّةٍ جديدةٍ في أبو ظبي،
لا يسعنا إلا وأن نشكر أوّلا بأوّل كلّ من كانت له أيادٍ بيضاء لتحقيق هذا المشروع:
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ريس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي آمن بالتعدّديّة، واحتضنَ وافدينَ من كلّ البلدان، على أساسِ الاحترامِ والمساواةِ والعدالة، فقدّم لرعيّتنا مساحة 4500 م2 في منطقة المصفّح، لتبنى عليها كنيستُنا الجديدة،

كنيستُنا الجديدة نصبو إليها بناءً جميلا يشهدُ لبهاءِ الربِّ في وَسْطِ الجماعة، ولكن أيضًا،
نرى فيها المَرْتَعَ للشبيبة تتحرّكُ بالرّوحِ وتبثُّ نشاطًا في الكنيسة،
نرى فيها حديقةً لطيفةً نَزرعُ فيها طفولتَنا كي تُزهِرَ حُبًّا لأوطانِنا وعِشقا للسيّد،
نرى فيها قلبًا يَنبضُ حُبًّا بين أعضاء الرّعيّة، كي لا يبقى جائعًا ولا مُحتاجا،
نرى فيها المدرسةَ لعقيدةِ آباءنا، نغرُفُ منها معرفةً ولا نشبع، في حَلقاتٍ إنجيليّةٍ وتراتيلَ روحيّة.

أخيرًا، ونحن في غمرةِ فرحنا، ننظرُ إلى أمِّنا أنطاكية...
فنتألّم لألمها...


سيّدي،

نعلم أَنَّ الرّياحَ ما تركت لك ولأهلنا في الدّيار لحظة راحة،
هي عَصَفت بكم، وبنا من خلالكم، وما استَكانَت.
في بلادنا مآسٍ خلفتها الحروب، ولكن أيضًا فتورٌ في المحبّة.
إن كانت الحربُ تدقّ طبولَها علينا من خارج... نتكاتف،
ولكن إذا فترت المحبّةُ، فتر فينا يسوع...

نقرأ لدى مَرقُسَ الإنجيليَّ أنّ يسوعَ:
"اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً، فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِى وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ."(مرقس 1:19)

سيّدي،
في عيد شفيعِكَ يوحنا،
نوصيك من غربتنا، أنّ آمالَنا كلَّها عليك،
أنْ "تصلِحَ الشّباك".
أصلِح أنطاكيةَ كي تعودَ لنا مُحَفّزًا، لا مصدرَ ألمٍ يمزّقُ الأفئدة.
إزرَعْ محبّةَ سيّدِك، ضمِّدِ الجراح، وأعد إلينا الصّفاء.

من هنا، من أبو ظبي، وباسم كلّ مغترب أنطاكيّ،
ننظر إليكَ،
يا أبَ الآباء وراعي الرعاة،
يا رئيسَ الرؤساء، ثالثَ عشرَ الرُّسلِ القديسينَ الأطهار،
أبانا ورئيسَرُعاتِنا،
ونقول لك:

إنّك لستَ وحدكَ في معركة هذا الدّهر!
يسوعُ معكَ،
ونحنُ، بما أوتينا من كفاءاتٍ وقدرةٍ وخُبُرَاتٍ إلى جنبك.
أنت قُدِ السّفينةَ ونحنُ نجذّف،
أنت ازرَع فينا كلماتِ يسوع وما نحن إلا أرضًا خَصْبةً تُنبِتُ قمحًا،
بعضٌ منا مئة، وآخَرُ ستّين، وآخَرُ ثلاثين. (متى 13:8)

فنعودُ إلى قيامةِ حَياةٍ لا قيامةِ دينونة.

ونؤكّد أنّ: "لغتَنا أنطاكيّة، لغتَنا واحدة!"
وإلى سنين عديدة يا سيّد.