عيد الأم في كنيسة الصليب

2014-03-21

صلاة المديح الثالثة 
كنيسة الصليب المقدّس - عيد الأم يومٌ صلاتيٌّ.


"يومُنا هذا نقدّمه رياحينَ صلاةٍ لِمَنْ تعبَتْ وربّتْ وأنشأَتْ على حبّ الله والقريب والوطن." يوحنا العاشر m1

نعم، إنها الأم من تنذر حياتها منارةً تهدي بها أبناءَها إلى طريق الحق والفضيلة والنجاح.

إنها المرأةُ التي خلقها اللهُ حين أخذ ضلعاً من آدم ونفخَ فيها نسمة الحياة وَصيَّرهَا حواءَ، فأخلت عن آدم صفة الخلق والإبداع لتصير هي مشاركةً لله في الخلق. خلاّقةٌ إذاً هي الأمُ حين تلدُ وحين تربي وحين تصبر وحين تملأُ الحياةَ حباً وسلاماً واطمئناناً.

كيفما التفتنا نذكر اسمها، في المرضِ نقول: "أمي"، وفي الحزن نقول: "أمي"، وفي لحظات الضيق ولحظات الفرح وعلى الدوام نذكرُ اسمها.

هي الوسيطة الدائمةُ لنا. هي صلةُ الأبناء بالله، وصلتهم بعالمهم الخارجي، إذ تحضنُ الجنين في أحشائها فتنقلُ له الدفءَ والطعام مع الحب والإيمان.

ولكن هل وساطةٌ أعظمَ من وساطةِ أمنا جميعاً، مريم العذراء. نخاطبها في صلاة المديح التي نصليها الآن ونقول لها: "يا قدّيسة أعظم من قدس الأقداس" نطلبُ منها ونلتجئ إليها إذ هي والدة الإله.

وماذا نقول أيضاً عن الأم الكنيسة التي تَلِدُنا من رحمها، من جرن المعمودية لنصير كلنا إخوة نوحّدُ الصوت ونتجرأ أنّ ندعو الله " أبانا الذي في السموات......".

لكلّ  أمٍ تقديرٌ وفائقُ التقديرِ لأمي.

كلُ  القدّيسين أحباءٌ عند الله ولكن الأمّ مريم العذراء وحدها فاقت حتى الملائكة رفعةً.

كلُّ  الكنائس بيوتُ عبادةٍ ولكنَّ لكنيسةِ رعيتينا مكانةٌ خاصة في قلوبنا.

نستنشقُ الهواء َ في كلّ مكان، نطأُ التراب أينما كنا، نتمتعُ بدفء الشمسِ أينما حللنا، ومن كلِ نبعٍ نستطيعُ أن نشرب.

إلاّ  أنهُ وهنا أيضاً تكونُ لأمنا سوريا معزةٌ خاصةٌ، إذ نطأُ ترابها كل يوم ونشرب من مائها ونتنفسُ هواءها دائماً، وتعانقنا هي بأشعة شمسها في كلِ لحظةٍ، لتطبعَنا بطابعها وتلدَنا سوريين حقيقيينَ أبناءً فخورين بهذه الأمّ العظيمة سوريا.


تضرّع

نعم أيها الرّب يسوع المسيح إلهنا، تطلّع إلينا بناظرك الرحيم ولا تهملنا نحن أبناءَك المجتمعين في هذه الكنيسة المقدّسة والمتضرّعين إليك.


m2 أذكر يا رّب أمّهاتِنا وكلَّ أمٍ. وخاصةً اللواتي جُرِحْنَ بفَقْد حبيبٍ عزيزٍ أو ابنٍ غالٍ، أو بُليْنَ بتشريدٍ وتهجيرٍ. واذكر يا رّب أمّهات الشهداء وامدُدْهُنَّ بالصبر والسلوان.

أذكر يا رّب الكنيسة أمَّنَا أجمعين. أذكر يا رّب أبانا وبطريركنا يوحنا وجميع رؤساء الكهنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات مع الشعب المؤمن.

أذكر يا رّب جميع الأمم والشعوب وأسكنهم في أحضانِك واسترهم تحت كنف وقايتك واحفظهم من كل شرٍ. واجعل بلادنا الحبيبة الأُّمَّ سوريا على الدوام في أحضانكَ وأَحْلِلِ السلام فيها. واذكرُ يا رب أيضاً حكامَنا وآزِرْهم في كلٍ عمل صالح.

واذكر يا رّب جميعَ الراقدين من أمّهاتنا ومن آبائنا وإخوتنا وأرح نفوسَهم حيث يشرقُ نورُ وجهك.

بشفاعات أمّنا القدّيسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم وجميع القدّيسين، آمين.