ليس لدي سلام الميلاد بسبب عدم وجود السلام لا في…

2013-12-07

 

رسالة المطران فيليبس الى الرئيس الأمريكي أوباما


7.كانون أول . 2013 

السيد الرئيس و السيدة الأولى , في البيت الأبيض , جادة بنسلفانيا 1600 ن و , واشنطن د . س . 20500


سيدي الرئيس و السيدة الأولى المحترمين

 

 أطيب الأمنيات و التحيات أوجهها لكم و لابنتيك الغاليتين في روح موسم ميلاد المسيح المقدس . لقد كان لي الشرف باستقبال دعوتكم لحضور مراسم استقبال عطلة الاعياد يوم الجمعة الواقع في السادس من كانون الأول لعام 2013

وبشغف أتذكر حضوري الاستقبال في البيت البيض منذ سنتين .والصورة التذكارية التي أخذناها سوية في تلك المناسبة السعيدة مازالت تزين مكتبي.

ولكن سيدي الرئيس ولسوء الحظ , لم أحضر الاستقبال هذه السنة , لأنني بالوقت الذي أحيا فرح الميلاد إلا أنني لا أشعر بسلام الميلاد.

هذا السلام الذي نادت به الملائكة في تلك الليلة المقدسة " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام , وفي الناس المسرّة" ( لوقا 2.14).

وعلى الرغم من كوني لبناني المولد ومواطن أمريكي منذ 57 سنة , إلا أنني تلقيت تعليم المرحلة الثانوية في مدينتي حمص و دمشق في سوريا.

سيدي الرئيس , ليس لدي سلام الميلاد بسبب عدم وجود السلام لا في لبنان و لا في سوريا .

وفي أثناء الأوقات التي قضيتها في سوريا , عندما كنت طالبا و سكرتيرا للبطريرك الراحل ألكسندر طحان , عندها كنت آكل من خبز سوريا , و اشرب من مياه سوريا , و أتنفس هواء سوريا , و أستمتع بحسن ضيافة الشعب السوري الكريم.

لا يا سيدي الرئيس , ليس لدي سلام الميلاد بالوقت الذي فيه اثنان من أخوتي المطارنة بولس يازجي و يوحنا ابراهيم لا يزالان قيد الأسر في شمال سوريا ولا أخبار عنهما منذ اختطافهما.

فعليا , يا سيدي الرئيس , نحن لا نعلم فيما اذا كانا أحياء أم أموات.

ومنذ أسبوعين يا سيدي الرئيس , فان أثنتا عشرة من راهباتنا الأرثوذكسيات خطفن من دير القديسة تقلا في معلولا في سوريا.

هؤلاء الراهبات هن ّنسوة بريئات يعتنين ببعض اليتامى في الدير . هؤلاء النسوة المسالمات لا يمتلكن السلاح ولا يقاتلن بل يصلين من أجل السلام كل يوم وكل ليلة.

اتصلت بوزارة الخارجية وتكلمت مع السفير فورد, و الذي وعدني بأن يقوم بكل شيء ممكن لإطلاق سراح المطرانين المخطوفين و الراهبات , لكن من دون جدوى .
ومؤخرا ظهر فيديو مصور على قناة الجزيرة الفضائية والتي أظهرت بشكل تقريري الراهبات ورئيسة الدير , الأم بيلاجيا قيد الأسر , وقالت فيه بأنهن يعشن ّ في فيلا .

يا للمخادعة ! فإذا أراد الخاطفون أن يهربنّ الراهبات من القصف في معلولا فانه بإمكانهم ارسالهم الى البطريركية الأرثوذكسية في دمشق , والتي بمقدورها استضافة مئة راهبة.

سيدي الرئيس,نحن نعلم الحقيقة. والحقيقة بأن هذا الفيديو تم تصويره تحت ضغط نفسي شديد , والذي يتحملنّه الراهبات في كل يوم .لدينا كل أسباب الخوف على سلامتهنّ.

أخيرا , سيدي الرئيس , أي شيء يمكن باستطاعتكم القيام به كزعيم للعالم الحر لإيقاف اراقة الدماء والتدمير في سوريا فانه سيكون موضع تقدير عميق جدا.

علّ سلام ميلاد المسيح والذي لا يعرفه ذلك العالم المدمر , علّه يسكن في قلوبكم وفي قلوب عائلتكم الى الأبد.

المخلص لكم

المطران فيلبس (صليبا )

برايمت
مطران أمريكا الشمالية