بطريرك الصرب في جامعة البلمند ومعهد اللاهوت‎

2019-06-05

قداسته يتوجه إلى طلاب المعهد بالقول: "حافظوا على تاريخ ٱبائكم وأجدادكم، وكونوا أمناء على رسالتكم، ولا تنسوا أن الحق هو قيامة".
٥ حزيران ٢٠١٩
ليا عادل- دمشق

في إطار زيارته الكنسية الرسمية إلى كنيسة أنطاكية، قام صاحب القداسة إيريناوس بطريرك الصرب برفقة أخيه صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيلي الاحترام، والوفدين المرافقين من كلا الكنيستين المقدستين بزيارة إلى جامعة البلمند.

كان في استقبالهم السادة والسيدات المحترمين، رئيس جامعة البلمند، حضرة د. الياس الوراق، وعمداء الكليات في الجامعة: حضرة د. كريم شطاي (عميد كلية الصحة العامة) حضرة د. وليد مبيض (عميد القبول والتسجيل وشؤون الطلاب)، حضرة د. ٱيلي كرم ( عميد كلية الهندسة والتكنولوجيا)، حضرة د. هلا خير ( عميد كلية إدارة الأعمال)، حضرة د. كميل نصار ( عميد كلية الطب).
بداية، عقد لقاء في مكتب رئيس جامعة البلمند، حضرة الدكتور الياس الوراق، تم التطرق فيه إلى أهمية وجود جامعة البلمند في لبنان، كونها جامعة خاصة تابعة للكنيسة.

من ثم، انتقل الجميع إلى قاعة الاجتماعات، حيث تم التطرق إلى دور الجامعة الريادي في نشر العلم والمعرفة، والتبادل الحضاري والثقافي.

واستعرض حضرة د. وليد مبيض عرضا موثقا على شاشة الكترونية شرح من خلاله، مراحل نشأة و تطور الجامعة على الصعد كافة منذ العام ١٩٨٨ حتى يومنا هذا. أوضح أيضا عدد الكليات والاختصاصات المتنوعة المستحدثة فيها، وتوزعها الجغرافي في لبنان، منوها بالمشاريع المستقبلية الآيلة إلى التنفيذ.

في كلمته، أبدى صاحب القداسة البطريرك إيريناوس إعجابه لما رٱه في الجامعة من تطور ورقي فكري وعلمي وإداري وإنساني، يهدف إلى خدمة الإنسان والكنيسة والوطن. بعدها، جال صاحب القداسة على الأبنية الجامعية القائمة في حرم الجامعة. 

أما المحطة التفقدية الأخرى، في هذا اليوم السلامي، فكانت في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي- جامعة البلمند. تابع صاحبا القداسة البطريرك إيريناوس وصاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر زيارتهما إلى مصنع رجال الكنيسة، أي معهد اللاهوت، ليستقبلهما عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي، قدس المتقدم في الكهنة الأب بورفيريوس جرجي وأساتذة وطلاب المعهد.
بعد الاستقبال، دخل الجميع إلى قاعة المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع، فرحب عميد المعهد بصاحبي القداسة والغبطة ووفدي الكنيستين الشقيقتين المقدستين قائلا:

"إن معهدنا يكتسب أهمية ومكانة كبيرتين في العالم الأرثوذكسي، خاصة في كنيسة أنطاكية العظمى. لقد مر معهدنا بمراحل تاريخية هامة، وأنتج روادا روحيين في حقل الخدمة والمعرفة الكنسية، إذ تخرج منه منذ العام ١٩٧٠ العديد من السادة المطارنة والأساقفة والكهنة، وباتوا خداما في حقل الرب في الوطن والانتشار. إنني أرى أن اللاهوت الحقيقي أن يفرغ الإنسان ذاته ويجعل الرب يسوع ساكنا في قلبه".

بدوره، تحدث صاحب القداسة إيريناوس بطريرك الصرب عن العلاقة الأخوية الوطيدة التي تربط كنيستي أنطاكية وصربية وقال:

"لا نعلم ماذا نقول لكم هل أنتم من حصلتم على بركتنا، أم نحن من حصلنا عليها منكم ومن قلوبكم الدافئة وإيمانكم المستقيم؟ نعم، أخبروننا عن كنيسة أنطاكية وفرادتها التاريخية لكن لم نصدق أنها بهذا الجمال الروحي. اليوم، تأكدنا، وقلوبنا تخفق أمام هذا الدفء الإيماني والتجذر والشهادة في الحق، أن ما قيل لنا صحيح، لا بل خبرنا أكثر مما سمعنا.

تابع: "أريد أن أخبركم أننا في كنيسة صربيا قد مررنا بأيام صعبة واضطهادات كثيرة مماثلة لمعاناتكم. هذا ما دفعنا إلى التمسك بالغنى الروحي، وخلق في داخلنا مبدأ مفاده، أن الحق هو قيامة لا يمكن انتزاعه. نحن، وإياكم، أصحاب حق، وشعبنا يدرك هذا الحق ويؤمن أن الله لن يتركه".

أضاف: "نعم، لقد تعرفنا على فضائلكم الفياضة من محبة وطيبة وعشق إيماني وتجذر. هذا فخر لنا، إذ أننا سنعود إلى صربيا حاملين من كنيسة أنطاكية رسالة اعتزاز ملؤها السلام والمحبة. لا أخفي عليكم إننا نحسدكم على علاقاتكم الطيبة مع سائر الديانات والطوائف لأن مثل هذه العلاقات نفتقدها".

ختم بتوجيه رسالة إلى طلاب اللاهوت: "كونوا كما عهدتكم الكنيسة، وحافظوا على إرث ٱبائكم وأجدادكم، وتمسكوا بإيمانكم مهما قست الظروف".
بعد ذلك، أنشدت جوقة البلمند باقة من التراتيل القيامية. في الختام، التمس الجميع بركة صاحب القداسة.