البطريرك يوحنا العاشر يزور رعايا حلبا، الشيخ…

2019-05-07

البطريرك يوحنا العاشر يزور رعايا حلبا، الشيخ طابا، الزواريب، الحكر ومنيارة.
ويناشد أصحاب الساسة أن يضعوا قراراتهم في طريق كلمة الحق. 

٧أيار ٢٠١٩ 
ليا عادل معماري، عكار 

"يا أهل عكار، يا أهل الطيبة التي تعصر سلاف القلب ترحابًا بكل ضيف وتقدم بواكير الأبناء خميرة صالحة في بنيان الوطن ومؤسساته، أنتم أصالة هذا الوطن، نكبر فيكم وبغيرتكم التي تتجلى في نفوس بنيكم محبة وشكرانًا". 
بهذه الكلمات الرجائية، واصل البطريرك يوحنا العاشر زيارته الرعائية إلى القسم اللبناني من أبرشية عكار الأرثوذكسية بدعوة من راعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس منصور. 

وفي اليوم الرابع لزيارته، تفقد غبطته رعية حلبا التي أعدت له استقبالًا حاشدًا ومهيبًا أمام كنيسة القديس باسيليوس الكبير. 
وأقام غبطته صلاة الشكر بحضور الميتروبوليت باسيليوس (منصور) راعي الأبرشية، وكاهن الرعية الاب فؤاد مخول، بمشاركة عدد من الكهنة والشمامسة بحضور فعاليات البلدة.

بعد الصلاة ألقى الأب فؤاد مخول كلمة قال فيها: 

أحييكم يا صاحب الغبطة بفيض نور المسيح الظافر على الموت. 
لكد تقنا للقياكم والتماس بركتكم الصادقة، لكد تقنا للثم يمينكم الطاهرة الكريمة ... فها نحن اليوم سيّدي، كمثل غرس الزيتون حول مائدة المحبة والغبطة هذه التي فيكم.

وتابع، في ظل ما يكتنف منطقتنا من أزمات وضيقات، وهجمات اعداء واضطهاد من هنا وهناك، علّمنا إن كيف نكون ذاك التين الناضج في شجرة الحياة، علّمنا ان كيف نبني كنيسة شاهدة للحق والخدمة والبنيان، علّمنا ان كيف بالنعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبة يتناسق البنيان. 

وأضاف، اليوم معكم يا صاحب الغبطة، نقف على العتبة بين الماضي والمستقبل. معكم ننظر إلى الماضي، معتزين ومفتخرين برعاتنا السابقين الأمينين، واسمحوا لي سيدي، أن اخصّ بذكري هذا، سلفكم صاحب الغبطة المثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم إلى جانب سيدي المثلث الرحمات المطران بولس بندلي، الذي بوضع يده المباركة نلت نعمة الكهنوت المبارك.

كما أحيي المتروبوليت باسيليوس منصور على عاطفته الأبوية وعلى تواضعه وثباته".

تلاها كلمة ألقاها الدكتور فرج زخور جاء فيها:
"إن زيارتكم يا صاحب الغبطة لعكار تشكّل زادًا روحيًّا لنا في هذه المنطقة التي تحتاج إلى الكثير من مقوّمات العيش"

وأهدى غبطته مجموعة من الكتب التي أصدرها في الآدب والتاريخ. 

أما البطريرك يوحنا العاشر فقال:
" إنّه لفرح عظيم يغبطنا جميعًا في هذه الكنيسة العزيزة في بلدة حلبا، هذه المدينة العظيمة بتاريخها وناسها ومعكم سنبقى متجذرين بأرضنا وبكنيستنا ووطننا. 

وأضاف، إن القديس باسيليوس الكبير كان من كبار القديسين ومن أكبر المثقفين ورجال العلم في زمنه، وهو الذي ترك بيته وذهب إلى اثينا حيث تلقى علومه وتوفى عن عمر٤٩ سنة بعد أن أمضى ٥ سنوات كأسقف، وأنتج مؤلفات واعمال وخطابات عظيمة ولذلك سمي بباسيليوس الكبير. من هنا ندعوكم لأن تقرأوا وتطلعوا على عمق ثقافة هذا القديس الذي هو مدرسة إيمان وعلم. 

وتابع، اننا نقدر عاليًا ما يقوم به المطران باسيليوس (منصور) ونثمّن اعماله وانجازاته المنظورة والمشهودة ونصلّي له، وهو الذي يقدم حياته وكيانه ووجوده لشعب هذه الكنيسة ولخدمة هذه المنطقة بمسلميها ومسيحيها." 

وختم قائلًا: 
" لقد انغرس هذا اليوم في قلبي ولن يمحى من عقلي، ونشكر الله على نعمته، كما إنني أعايد وأهنئ إخوتنا المسلمين في هذا الشهر الفضيل، أعاده الله بكل خير." 

ثم قدّم الكاهنين فؤاد مخول وريمون يعقوب أيقونة السيّدة العذراء لغبطته الذي تسلّم أيضًا هدية رمزية من طيوب عكار من سيّدات حلبا اللواتي سلمن هدية مماثلة للمطران منصور. 

وبدورها، قدّمت ليليان يعقوب لغبطته رسالة الماجيستير التي تحمل كلمات خاصة دونتها بكلمات المطران المغيب بولس في آخر مقابلة أجرتها معه. 
كما قدّم البطريرك يوحنا للكنيسة إنجيلًا مقدّسًا. 

ومن حلبا، توجّه غبطته إلى رعية النبي ايليا في الشيخ طابا-عكار برفقة راعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس (منصور) والوفد المرافق. 

وكان في استقبالهم كاهن الرعية الأب نقولا شلهوب، الوزير السابق يعقوب الصراف، النائب السابق كريم عبد الله الراسي، رئيس البلدية روجيه ديب، وفعاليات البلدة، وحشد من الأهالي الذين استقبلوا غبطته والوفد المرافق بحفاوة كبيرة ناثرين الورود. 

بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر في الكنيسة على نية أبنائها.

وألقى الأب نقولا شلهوب كلمة قال فيها:
"يسعدنا أن نستقبلكم يا صاحب الغبطة بمحبة وحفاوة كبيرتين. لقد أمنتم أن المسيحية هي شراكة ومحبة. وما أقوله هو تأكيد لنهج طويل عبّرتم عنه في جميع المناسبات. 

لقد شرّفتم إلى منطقة بعيدة عن أعين المسؤولين، إلى منطقة تتطلب الكثير من الإنماء." 

وبدوره، رحب رئيس البلدية روجيه ديب بغبطته معبّرًا عن فرحة الأهالي بحضوره وقال:
" إن زيارتكم لعكار ستبقى ناصعة في سجلاتنا التاريخية، لقد أضفتم يا صاحب الغبطة نعمة وبركة كبيرة على أبناء هذه المنطقة." 

أمّا غبطة البطريرك يوحنا فرد بكلمة قائلًا:
" فرح كبير لنا ان نجتمع سويًّا مع أهالينا في الشيخ طابا، وعندما نكون في عكار نكون في أرض الأصالة والطيبة والوطنية، عكار التي قدّمت الكثير من الشهداء من أجل الوطن. 
نعيش اليوم في ظروف قاسية، لكن ترتيلة القيامة تعطينا القوّة والرجاء والثبات."

وأضاف، "ما من شك منذ اللحظة الاولى التي دخلنا فيها عكار ومن الحدود تحديدًا، رأينا الفرح المؤثّر والبادي على وجوه الجميع، ولا سيّما على وجوه أخوتنا المسلمين الذين نتمنى لهم شهرًا مباركًا." 

وتابع، "إن الشيخ طابا كبيرة بإيمان أبنائها المتجذّرين في الأرض والثبات والوجود. 
ومن هنا نؤكّد أن شعبنا هو شعب بطل في إيمانه، داعيًا أبناء البلدة وأبناء عكار عامة كي يكونوا اليد الواحدة والعائلة الواحدة، وأن يبعدوا اولادهم عن تحدّيات العصر الراهنة، وأن لا يتلقّفوا القصص التي تبعدهم عن إيمانهم، وأن يبقوا شهادة في الحق، وأن يتمسكوا بمنطق المحبة". 

ورفع الصلاة من أجل إطلاق كل المخطوفين، وعلى رأسهم المطرانين بولس ويوحنا، مؤكّدًا أننا أصحاب أرض وحق." 

ثم قدّمت رعية الشيخ طابا هدايا تذكارية لغبطته الذي قدّم بدوره إنجيلًا مقدّسًا للكنيسة. 

ومن الشيخ طابا، إلى بلدة الزواريب حكاية أنطاكية ومنبع إيمان. هناك أعد أهالي البلدة لغبطته استقبالًا مهيبًا فاحتشدوا 
عند مدخل البلدة بحضور الوزير السابق يعقوب الصراف، رئيس البلدية رامز ندور، رئيس رابطة مخاتير الشفت، ومختار الزواريب عصام مطر، وكاهن الرعية الأب توفيق عبد الله. 

بداية وضع البطريرك يوحنا إكليلًا من الورد على نصب الشهداء. ثم أقام صلاة شكر في كنيسة القدّيسين بطرس وبولس. 
بعد الصلاة ألقى الأب توفيق عبد الله كلمة قال فيها:
"نرّحب بكم يا صاحب الغبطة، لقد امتلكنا منكم المعرفة عندما تتلمذنا بعهدكم في معهد اللاهوت-البلمند، وتلقّفنا من غبطتكم التربية المسيحية الصالحة، أنتم نذرتم أنفسكم من أجل الكنيسة.

كما تحدّث عن فكرة تشييد الكنيسة بعهد المثلث الرحمات المطران بولس (بندلي) وباتت منارة أسوةً بسائر الرعايا." 

كما شكر المطران باسيليوس (منصور) على جهوده المبذولة في نهضة الأبرشية بحيث كان له الفضل في شراء الارض التي بنيت عليها صالة الكنيسة. 

ثم قدّم الأب توفيق عبد الله أيقونة القيامة لغبطته، وللمطران منصور أيقونة المنديل الشريف. 

أمّا رئيس بلدية الزواريب رامز ندور فقال:
"إن زيارتكم ستكتب في السجلات الذهبية، متطرّقًا إلى الأوضاع السائدة في المنطقة والمخاوف التي تثير هموم أبناء الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية مؤكّدًا أن غبطته بقي صامدًا وقادرًا على احتواء الأزمات بحكمة وعقلانيّة." 

ثم كانت كلمة البطريرك يوحنا العاشر قال فيها:

"عندما نجتمع في هذه الكنيسة المقدّسة التي بنيت في عهد المثلّث الرحمات المطران بولس (بندلي)، والمطران باسيليوس يتابع المسيرة إلى حين وصلتم إلى بناء القاعة، يدل أن هذه الرعية هي رعية فاعلة، وأنكم جميعًا تنتمون إلى مدرسة العطاء بحيث تقدّمون من أنفسكم كي تخدموا كنيستكم ووطنكم. وعلينا ألا ننسى عندما نتحدّث عن القيامة نذكر القبر الفارغ، نذكر هذا الكلام لنقول أنّنا نواجه صعوبات كثيرة، ونتذكّر النسوة الحاملات الطيب اللواتي لم يخفن، بل ذهبن إلى القبر ودحرجن الحجر." 

كما تحدّث غبطته عن معنى القيامة التي تؤكّد أن المسيح قام ليقمنا من أخطائنا ولينتشلنا من الفساد. 

ثم انتقل غبطته والحضور مدشّنًا القاعة المنشأة حديثًا إلى جانب الكنيسة. 

بعد ذلك، انتقل البطريرك يوحنا والمطران منصور والوفد الكنسي المرافق إلى بلدة حكر الشيخ طابا حيث أعد له الأهالي استقبالًا حاشدًا أمام كنيسة مار يوحنا المعمدان، بحضور كاهن الرعية الأب نايف اسطفان، الوزير السابق يعقوب الصراف، وجورج الضهر مسؤول النجدة الشعبية اللبنانيّة في عكار، مختار القرية حليم شلهوب. وقد أقام غبطته صلاة الشكر في الكنيسة على نية أبنائها. 

بعدها ألقى الأب اسطفان كلمة قال فيها: 
"عكار انشري الورد صباحًا، يازجي مؤمن بربه وعلى الايمان تُبنى اليازجية، غبطتكم صدّر المجالس، وشمس هذا المهرجان. 

لا يسعني الّا أن أهتف مع أبناء هذه الرعية المباركة، لنعيّد فصحًا ثانيًا. ثم تحدّث عن الأبرشيّة والمطارنة الذين تعاقبوا عليها منوّهًا بمسيرة المطران باسيليوس (منصور) البهيّة بكل معانيها. 

وسأل الرب أن يفك أسر المطرانين المخطوفين وأن تعيش الكرسي الأنطاكي بفرح." 

ثم ألقى البطريرك يوحنا كلمة في جموع المصلّين شاكرًا المطران باسيليوس (منصور) وأبناء الرعيّة على حفاوة استقبالهم ومشيدًا بأبناء هذه البلدة وبأصالة إيمانهم. 

ومن ثم، تحدّث غبطته عن أهمية التراتيل الفصحية التي تحثنا على عيش مفهوم القيامة بمعناه الحقيقي، وهي العبور من مكان إلى آخر، أي من الموت إلى الحياة ومن الارض إلى السماء.

وأضاف، نعم إن قيامة المسيح تقيمنا من أخطائنا وسقطاتنا. لقد تحمّل السيّد المسيح الصليب لأنّه أراد أن يفتدينا ويخلصنا ويحثنا على العبور معه من أهوائنا لنسير على طريق الإنجيل. 

وأنا فخور بأنني في عكار، ونعتز بأننا بينكم ودعوتنا اليوم إلى أصحاب القرار أن يضعوا قراراتهم في طريق كلمة الحق، وأن يتعالوا عن المصالح والأنانيات." 

وفي الختام، قدّم الأب نايف لغبطته بطرشيلًا. وبدوره قدم غبطته إنجيلًا مقدّسًا للأب اسطفان ولرعيّة حكر الشيخ طابا. 

واختتم غبطته هذا النهار الطويل بزيارة بلدة منيارة التي أعدّت لغبطته استقبالًا مهيبًا في ساحة البلدة بحضور راعي الأبرشية المطران باسيليوس (منصور)، الوزير السابق يعقوب الصراف، رئيس البلدية أنطون عبود، الراهبات الباسيليات الشويريات، ورئيسة وأعضاء جماعة النور المقدّس، كاهن الرعية الأرثوذكسية الأب نقولا شلاح، الأب فيليب خوري كاهن رعية البلدة المارونية، الاب ميشال بردقان كاهن رعية منيارة للروم الملكيين الكاثوليك، وممثلين عن حركة الشبيبة الأرثوذكسية فرع منيارة ، رئيس وأعضاء الجمعية الخيرية الأرثوذكسية. 

وانطلق الجميع في مسيرة صلاة من ساحة البلدة إلى كنيسة منيارة الأرثوذكسية وسط قرع أجراس الكنائس والتراتيل والصلوات، حيث أقام البطريرك يوحنا صلاة الشكر. 

بعدها القى الأب نقولا شلاح كلمة قال فيها:

"ما أجمل أن يجتمع الأخوة معًا بوجودكم يا صاحب الغبطة، تأتون اليوم حاملين الأمل والكبر، لأننا في هذه المنطقة أصيلون ومتأصلون، ورعيتنا هذه تتميّز بفعاليتها المتعدّدة ونشاطاتها المتنوّعة، ولا سيما جمعية النهضة الخيرية الأرثوذكسية التي تهتم بالكنيسة. كما أن هناك جماعة النور المقدّس التي تهتم بالشؤون الإنسانية، وكذلك حركة الشبيبة الأرثوذكسية التي تهتم بالتنشئة المسيحية.

وباسم المطران منصور وأهالي البلدة، نرحّب بكم في دياركم فأنتم أهل البيت ونحن الأبناء. واسمحوا لي أن أقدّم لكم عصًا رعائية عربون محبّة وامتنان. 

ثم كانت كلمة لرئيس البلدية أنطون عبود رحب فيها بغبطته وبالوفد المرافق، قائلًا:

"من أجل الإنسان كان الرسل، الإنسان هو العنوان وكذلك المستضعف فلنعمل من أجله كي يبقى يسوع حي فينا، نرحب بكم يا صاحب الغبطة، تبعثون الأمل والرجاء. 

وقدّم عبود شرحًا لمعاناة المنطقة راجيًا من غبطته أن ينقل هذه الصورة إلى أصحاب القرار، وقال:
"نحن نتطلّع مع المطران منصور وغبطتكم إلى بناء مؤسّسات اجتماعية كي نساهم معًا في مساعدة أبنائنا وثبيتهم في أرضهم.

ورأى أن بناء المؤسسات هي الأوليّة من أجل الإنسان. "مقدّمًا لغبطته صليبًا مقدّسًا، كما قدّمت له جماعة النور هدية تذكارية. 

وألقى البطريرك يوحنا العاشر كلمة قال فيها:

"نحن في منيارة، ولأنّني في منيارة سأتكلّم عن النور، حاملين شعلة النور لتشع أمام كل العالم، وهذا ما يرتبط بعيد القيامة. ولذلك وفي كل صلواتنا علينا ان نتذكّر النور، وكيف نتحول نحن البشر إلى نور ونترك الظلمة. نحن لسنا من عالم الخطيئة بل نحن من عالم السماوات." 

وأشار إلى أن الكنيسة هي الشعب المؤمن وعلى الشعب أن يكون بمثابة الإنجيل المفتوح. وعكار ستبقى عظيمة بشعبها وبأرضها وزيتونها، وستبقى رسالتنا هي رسالة سلام مهما قست الأيام وجار علينا الدهر. 

وأشاد أيضًا براعي الأبرشية المطران باسيليوس (منصور) الذي يعمل بعطاء لا محدود من أجل أبناء عكار دون تمييز." 

وقدم غبطته للكنيسة إنجيلًا مقدّسًا. 

ومن ثم انتقل والجميع إلى البيت الارثوذكسي حيث التمس الشعب المؤمن بركته الأبويّة.