البطريرك يوحنا العاشر يعقد مؤتمرًا صحفيًّا في زحلة

2018-09-11

البطريرك يوحنا العاشر يعقد مؤتمرًا صحفيًّا في زحلة ويرفع الصلاة لراحة أنفس شهداء مدينة محردة السوريّة وعودة مطراني حلب، ويشدّد على أهميّة إنعاش منطقة زحلة وبعلبك والبقاع إنمائيًا.

ليا عادل معماري، زحلة 
١١ أيلول ٢٠١٨

في إطار زيارته الرعائيّة إلى أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس، عقد البطريرك يوحنا العاشر مؤتمرًا صحفيًّا في دار مطرانية الروم الأرثوذكس في زحلة بحضور مطران الأبرشيّة أنطونيوس (الصوري)، المطران نيفن (صيقلي) وأساقفة وكهنة ومجلس الأمناء في الكنيسة وأهل الصحافة، وسط تغطية مباشرة وحصريّة مِن قناة تيلي لوميار ونورسات.

استهل المؤتمر بكلمة تلاها المطران أنطونيوس (الصوري) أكّد فيها أن الأبرشيّة تعيش اليوم عرسًا قياميًّا مع قدوم غبطته نظرًا للشوق الكبير للقياه، بحيث وجدوا في شخصه الأب الحنون والوجه السمح والصدر الرحب، وجدوا في شخصه خير مدافع عن حقوق أبناء الطائفة الأرثوذكسيّة في مختلف التعيينات والوظائف، وجدوا في شخصه الراعي الصالح الذي يشدد على عيش الوحدة والمحبّة بين سائر الأطياف والديانات دون تمييز بين الأخ وأخيه.

مقابل ذلك، استعرض غبطته في المؤتمر الصحفي قراءته للأيّام الأولى لزيارته زحلة قائلاً:

" لقد تعلّمت مِن أبناء الأبرشيّة الكثير، ويعجز لساني عن وصف محبّتهم وإيمانهم بكنيستهم وإخلاصهم لها، وبالرغم مِن كلّ التحديّات التي تواجه هذه المنطقة لا زالوا يتمسكون بجذورهم وأرضهم، وها هي الكنيسة التي نعتز بها، كنيسة هذا الشعب المؤمن الذي لا ينكسر أمام الصعوبات، إنّما تلك الصعوبات تزيده قوة ومتانة وصلابة."

كما استرجع غبطته الكلمات التي تليت بدءًا مِن المصنع وصولاً إلى المحطّات الرعويّة وجولاته التفقديّة على الأخوة المطارنة في زحلة بحيث شعر غبطته وكأنّه في بيته ومع شعبه، ما يدل أن الكنيسة هي الإنجيل المفتوح والعائلة الواحدة التي لا تعرف التفرقة ولا التزمّت.

وشدّد في المؤتمر على أهميّة التعايش مع الأخوة في المواطنة بروح المحبّة والسلام والوئام انطلاقًا مِن أن المسلمين والمسيحيين هما رئتا هذا المشرق، وما مِن قوّة تستطيع أن تفرّق بينهم مهما طالت الغمامة السوداء.

وفي الشق الوطني، أمل غبطته بأن يشهد لبنان ولادة الحكومة الجديدة التي تستطيع أن تؤمّن لقمة العيش الكريم للبنانيين الذين باتوا بحاجة إلى احتضان وإلى خطط معيشيّة وانمائيّة تنقذهم مِن أوضاعهم المعيشيّة الصعبة في ظل البطالة وعدم توفّر فرص العمل.

كما وجّه معايدة إلى الّخوة المسلمين برأس السنة الهجريّة وعيد عاشوراء آملاً أن تحمل هذه الأعياد كل خير وسلام.

وعلى خط آخر، رفع غبطته الصوت عاليًا مندّدًا تجاه ما يحصل في المنطقة مِن أعمال إرهابيّة لا تمت إلى الدين ولا إلى الأخلاق بصلة، معبّرًا عن أسفه لما تعرّضت له مدينة محردة السوريّة، وما آلت إليه الأوضاع مِن سقوط أعداد كبيرة مِن الشهداء الضحايا.

وبالرغم مِن أنّنا في زحلة لم نتأخر عن تقديم وارسال كّل ما يلزم كي نكون إلى جانب أبنائنا هناك لنؤكّد أن المصاب هو واحد وإلهم واحد.

كما رفع غبطته الصلاة مِن أجل عودة مطراني حلب بولس ويوحنا بعد مرور أعوام خمسة على اختطافهما وسط الصمت الدولي المطبق بحقهما.

ورفع الصلاة أيضًا مِن أجل احلال السلام في سوريّة ولبنان وسائر المنطقة.

وفي الختام، بعث برسالة محبّة سلاميّة إلى أبناء البقاع وبعلبك الذين ينتظرونه بشوق كبير".

بعد ذلك، أجاب غبطته على جملة تساؤلات تم طرحها مِن قبل الحضور، كلّها تصب ضمن إطار زيارته الرعائيّة.

وفي الختام، شكر المطران أنطونيوس (الصوري) كلّ من لبّى الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر الصحفيّ، ولا سيّما قناة نورسات التي تنقل عبر أثيرها يوميًّا وقائع زيارة غبطته والوسائل الإعلاميّة الأخرى التي لها أناملها في نقل حيثيّات زيارة غبطته.