البطريرك يوحنا العاشر يتفقّد رعايا القدّيس…

2018-09-10

البطريرك يوحنا العاشر يتفقّد رعايا القدّيس جاورجيوس في قاع الريم وحوش الأمراء- كسارة وأنطونيوس الكبير- المعلّقة وسيّدة الزلزلة العجائبيّة- زحلة.
ويدعو من هناك إلى التخلّي عن الإنسان العتيق وارتداء الإنسان الجديد رافعًا الصلاة مِن أجل عودة المطرانين المخطوفين.

ليا عادل معماري، زحلة

١٠أيلول ٢٠١٨ 
" ها إن الله قد افتقدنا بزيارة صاحب الغبطة إلى أرضنا ورعيّتنا، فاليوم فرح، اليوم عيد، اليوم عرس الأعراس"، بهذه الكلمات استقبل أبناء رعايا أبرشيّة زحلة وبعلبك وما يليهما للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر في اليوم الثالث لزيارته الرعائيّة إلى الأبرشيّة.

المحطّة الأولى استهلّها غبطته برفقة مطران الأبرشيّة أنطونيوس (الصوري)، المطران نيفن (صيقلي)، الأساقفة: لوقا الخوري، ثيودور غندور، الأرشمندريت جورج معلوف، مدير دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية في بطريركية أنطاكيّة وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الأرشمندريت ألكسي شحادة، الأرشمندريت رومانوس الحناة رئيس دير سيّدة البلمند البطريركي، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي وكهنة وشمامسة، عند رعيّة القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في بلدة قاع الريم، حيث ارتفعت أقواس النصر المزيّنة بالورود البيضاء ورفعت الأعلام الكنسيّة وصور القدّيسين تهليلاً وترحيبًا بقدوم غبطته.

كان في استقباله والوفد المرافق كاهن الرعيّة الأب افرام حبتوت، وكاهن رعيّة القدّيسين شربل وروكز للموارنة الأب كابي بعيني، كاهن رعية سيّدة النيّاح الروم الملكيين الكاثوليك الأب سابا سعد، رئيس بلدية قاع الريم المهندس وسام التنوري، وفعاليّات البلدة وجمهور من المؤمنين.

على وقع قرع الأجراس وانشاد التراتيل من أداء جوقة الأبرشيّة، دخل غبطته إلى الكنيسة محاطًا بالإكليروس والمؤمنين وأقام صلاة الشكر على نيّة البلدة وأهلها.

بعد ذلك، تلى المطران أنطونيوس الصوري كلمة رحّب بها بغبطته في أحضان قطيعه الذي يتعطّش للقياه، أعقبتها كلمة للأب افرام حبتوت وصف زيارة غبطته بالزيارة الرجائيّة التي لها أكثر من بعد ورسالة سلاميّة.

ومن ثم، تحلّق الشعب المؤمن حول غبطته في صالون الرعيّة بحيث توإلى على الكلام كلّ من الدكتور جورج كفوري، رئيس البلديّة وسام تنّوري، والكاهنين كابي بعيني وسابا سعد، وجميعهم عبّروا عن فرحهم لوجود البطريرك بينهم لا سيّما في قاع الريم التي تعيش اليوم في عرس ناظرة إلى ماضيها ومتطلّعة إلى مستقبل فرح وواعد مقدّمين لغبطته هدايا تذكاريّة.

بدوره، رد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة جوابيّة شاكرًا وقائلاً:

"قاع الريم هي في قاع قلبي، وأنتم يا أبناء هذه البلدة لكم في قلبي محبّة لما تحملونه مِن ثبات وإيمان، لقد حافظتم على هذه البقعة الموجودة في هذه المنطقة، وأثبتّم أنّكم أمناء على وديعة الإيمان والأخلاق".

بعد ذلك، قدّم البطريرك يوحنا العاشر مساعدة مادية لدعم جمعية APA التابعة للكنيسة والتي تهتّم بإيواء الأيتام ومساندتهم.
كما قدّم للكنيسة كأسًا مقدّسًا. 
وبدورهم كهنة الرعايا في قاع الريم قدّموا لغبطته هدايا تذكاريّة عربون محبّة وتقدير لمقامه الكنسي الكبير.

مِن قاع الريم، سلك موكب البطريرك يوحنا طريق حوش الأمراء المؤدّيّة إلى كنيسة القدّيس جاورجيوس حيث كان في استقباله الكاهنين مخايل الخوري وسيرافيم مخّول وأبناء الرعيّة والبلدة الذين استقبلوه بقرع الأجراس ونثر الورود وعزف فرق الكشّافة.

بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر في الكنيسة على نيّة أبنائها.

ثم، تلى المطران أنطونيوس (الصوري) كلمة ترحيبيّة بغبطته أعقبتها كلمة للأب سيرافيم مخّول قال فيها:

"أخبركم سيّدي عن رعيّة القدّيس جاورجيوس؟ عن كاهنها القدّيس، أبينا مخايل الهادىء المصلّي، أم أخبركم عن أبناء الرعيّة وأعمدتها؟ مِن رئيس مجلس الرعيّة إلى كافة اعضاء المجلس وفرق الشبيبة والاستعداديّة والطفولة إلى أصغر طفلة اقتبلت سر المعموديّة منذ بضعة أيّام. 
أأخبركم كيف بنيت هذه الكنيسة حجرًا تلو الآخر، مجبولاً بالعرق والدم والصلاة، والعطاء غير المشروط من القيّمين على الوقف، ومِن كلّ فرد وهب أرضًا هنا أو مالاً هناك، أو عملاً بلا مقابل لنستطيع اليوم أن نشمخ برؤوسنا ونقدّم لكم كنيسة متألّقة بالحجر والبشر، بالمنشآت والمشاريع المحققة والناشئة وبأهل الرعيّة الكبار والصغار، الفتيان والفتيات".

كما كانت كلمة لمختار البلدة السيّد جوزيف مزرعاني وصف فيها غبطته ببطريرك العلم والمحبّة والانفتاح والعيش المشترك.
ّ
مقابل ذلك، نوّه البطريرك يوحنا بأبناء الرعية وبإيمانهم النابض والراسخ كالصخر الذي لا تهزّه العواصف ولا الرياح العاتية وقائلاً:
"علينا أن نتخلّى في حياتنا عن الإنسان العتيق ونرتدي ثوب الإنسان الجديد، علينا أن نتخلى عن الغيرة والأنا والمصالح الخاصة كي نرتقي إلى سلّم المحبّة وخدمة الآخر، وهذه الفضائل جميعها تحملونها في قلوبكم وداخلكم".

بعد ذلك، قدًم غبطته كأسًا مقدّسا للكنيسة طالبًا صلوات الشعب المؤمن.

أمّا المحطّة الثالثة فكانت عند رعيّة مار أنطونيوس الكبير للروم الأرثوذكس في بلدة المعلّقة حيث كان في استقباله كاهن الرعيّة الأب يوحنا سكاف وفعاليّات البلدة وكهنتها وجمهور كبير من المؤمنين الذين رصّوا الصفوف مستقبلين غبطته بحفاوة ومحبّة كبيرتين بقرع الأجراس والتهليل والترحاب.

بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر على نيّة الرعيّة.

ثم، تلى المطران أنطونيوس (الصوري) كلمة ترحيبيّة معبّرًا عن عمق تأثّره لوجوده في هذه الكنيسة التي تعني له الكثير.

وبدوره، قال الأب يوحنا سكاف:

"لطالما كانت المعلّقة هي خط الدفاع عن زحلة في أيّام ويلات الحرب، هذه الأرض التي شبعت مِن دماء شهداء ماتوا في سبيل قضيّة وجود وثبات في أرض الآباء والأجداد، يندر أن تدخل إلى بيت في المعلّقة وإلّا وتجد فيه صورة شهيد يتزّين ويفتخر بها البيت بأسره. والكنيسة تعلّمنا كما تعلمون يا صاحب الغبطة أنّها تقوم على دم وبقايا الشهداء، وهذا هو سر المعلقة، سر المحبّة، سر جو العائلة الذي يشعر به كلّ من يدوس عتبة هذه البلاد الأبيّة والمباركة".
مقابل ذلك، رد غبطته شاكرًا ومثنيًّا على سر المحبّة الذي تحدّث عنه الأب يوحنا، وبحسب غبطته إنّه السر الذي يجمع شهادة الدم وشهادة حياة القدّيس أنطونيوس الكبير، هذا السر العظيم، سر الصلاة والتوبة والمحبّة والرحمة والتخلّي عن الذات.
كم أحوجنا إليه في هذا العصر الراهن وسط عصر المصالح والنفوذ، رافعًا الصوت عاليًّا: "المعلّقة ستبقى معّلقة في قلوبنا".

كما قدّم غبطته للكنيسة إنجيلاً مقدّسًا يوضع على المائدة المقدّسة.

وبدوره، قدّم أبناء الرعيّة درعًا مزيّنًا بأيقونة والدة الإله محبّةً وتقديرًا لمقامه.

بعد ذلك، دشّن غبطته مدخل بناية الوقف الذي تمّ على نفقة النائب سيزار المعلوف عن نفس والده المرحوم نعيم المعلوف.

وقبل مغادرته الكنيسة دوّن غبطته على السجل الذهبيّ عبارات تؤرّخ لزيارته الرعائيّة.

في حين رست المحطّة الرابعة في هذا اليوم الرعائي عند سيّدة الزلزلة العجائبيّة التي تقع في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة مِن مدينة زحلة حيث كان في استقباله كاهن الرعيّة الأب جورج معلوف وفعاليّات وجمهور كبير من المؤمنين ضاقت بهم أروقة الكنيسة.

بعد الاستقبال المهيب أمام مدخل الكنيسة، أقام غبطته صلاة الشكر رافعًا الصلاة على نيّة الرعيّة ولبنان والمنطقة.

أعقبت الصلاة كلمة تلاها المطران أنطونيوس (الصوري) مرّحبًا بغبطته بين خرافه، تلاها كلمة الأب جورج معلوف الذي قدّم تفسيرًا دقيقًا عن سيّدة الزلزلة وأيقوناتها العجائبيّة والمحطّات التاريخيّة التي مرّت بها.

بدوره، رد غبطته شاكرًا وقائلاً: "إن الزلزلة هي زلزلة الإيمان النابض الذي أراه في وجوهكم النيّرة والسمحة، حافظوا عليه وصلّوا مِن أجلي ولأجل مطراني حلب بولس ويوحنا ولأجل سوريا ولبنان وسائر المنطقة في ظل التحدّيات التي يواجهها مشرقنا الجريح.

بعد ذلك، قدّم الأب جورج معلوف لغبطته أيقونة المزار العذراء الدامعة لتحميه من الشدائد.
وبدوره، قدّم غبطته إنجيلًا مقدّسًا للكنيسة يوضع على المائدة المقدّسة.
وفي ختام الزيارة، التمس الشعب المؤمن بركة البطريرك يوحنا العاشر الأبويّة.