القدّيس نيقولاس كباسيلاس

2017-06-20

القدّيس نيقولاس كباسيلاس.

ولادته ونشأته: 464-nicholas-cabasilas-ds-56-800

ولد في مدينة تسالونيكي عام ١٣٢٢م.

تتلمّذ على يد المتروبوليت دوروثيوس فلاتيوس- متروبوليت تسالونيكي (١٣٧١-١٣٧٩م).

أسّس دير "الضابط الكل”، يُعرف اليوم بدير “فلاتادون".

شبابه:
 التحق بمدرسة الفلسفة في القسطنطينيّة حيث برع في فن الخطابة والكتابة، فشابه الفلاسفة اليونانيين القدماء من جهة اللغة والبلاغة.

كان من أعوان الإمبراطور يوحنا السادس لحسن ثقافته وحدّة ذكائه.

خاله متربوليت تسالونيكي (١٣٦١-١٣٦٣م)، ولو لم يبقى علمانيًّا لكان خلفه.

 

دفاعه عن الهدوئيّة:

عرف زمانه الصراع حول الهدوئية ἡσυχασμός.

وهو نمط يعتمد على الصلاة القلبيّة "ربّي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطىء".

يسعى فيها الممارس لهذا النمط الصلاتي الهدوئي إلى استنارة "النوس Nοῦς" والمعاينة الإلهيّة بالنور الإلهيّ غير المخلوق المنحدر نحونا، وبالقوى الإلهيّة غير المنفصلة عن جوهر الله التي تنسكب علينا، فيتّحد الإنسان بهذه القوى دون أن يدخل جوهر الله طبعًا، لأن جوهر الله هو غير مُدرك للإنسان.

أفضل ترجمة لكلمة نوس اليونانيّة هي ذهن.

استنارة الذهن هذه تتم عندما ينحدر العقل إلى مستوى القلب، وفي الوقت نفسه، يرتفع القلب ليتّحد به.

ومن خلال الصلاة القلبيّة الدائمة يتم هذا الاتّحاد بعد أن يتنقّى المرء فيستنير ذهنه، وبالتالي يُصبح واحدًا نفسًا وجسدًا، عقلًا وفكرًا، مشيئةً وعملًا، فيستنير ويتأله بالقوى الإلهيّة المكتسبة بالصلاة القلبية.

هذا النمط حُرِب بقوّة من أتباع السكولاستيكيّة الذين رفضوا المعاينة الإلهيّة طالما الإنسان هو على قيد الحياة، إذا كان يخضعون كلّ شيء إلى التحليل المنطقي والتمّحيص الفكري واضعين على جنب محدوديّة العقل المخلوق أمام الخالق.

دافع القدّيس نيقولاس كاباسيلاس عن النمط الهدوئي الذي هو حوهريّ في الكنيسة الأرثوذكسيّة ومن صلب إيمانها فوضع العديد من المؤلّفات والعظات في هذا المجال.

من أبرز مؤلّفاته التي عُرِف بها:

- "الحياة في المسيح":
نقله إلى العربيّة البطريرك الياس الرابع وصدرعن منشورات النور. 

محاور هذا الكتاب ثلاثة:

١- المعمودية: هي ولادة وبداية الحياة في المسيح، وهي الولادة الجديدة.

٢- الميرون: هي المسحة التي تعطي المعمّدين المواهب النافعة لحياة قداسة، وتعطي أيضًا روح حكمة وفهم ومشورة وقوّة وتقوى…

٣- الإفخارستيّا: الذي هو سر الشكر، جسد ودم المسيح الكريميين، بحيث نُصبح أبناء الله بالتبنّي والنعمة الإلهيّة.

هذه الأسرار الثلاثة تُدعى “أسرار الدخول الثلاثة” وهي غير منفصلة منذ القدم.

ملاحظة: النمو في المسيح يتعلق بالمؤازرة synergy، وهي الإرادة البشريّة الحرّة الملتصقة بالنعمة الإلهيّة، فالله يعطي ونحن نتقبّل.

فهذه الأسرار تُعطي المؤمن كلّ ما هو مطلوب للقداسة، ولكن يبقى على الإنسان تفعيّل كلّ هذه المواهب بنعمة الله المجانيّة.


- "تفسير القدّاس الإلهيّ":
نقله إلى العربيّة الأب منيف (حمصي) وصدرعن منشورات معهد القدّيس يوحنا الدمشقي.

قداسة القدّيس نيقولاس كباسيلاس تؤكّد مثل كثرغيره قداسة العلمانيّين.