قصة استشهاد الأمير برانكوفانو حاكم والاشيا…

"هوذا كلّ ما عندي من ثروات قد فقدتها! دعونا الآن لا نفقد أرواحنا. كونوا شجعانًا ورجالًا يا أولادي الأعزّاء! تجاهلوا الموت. أنظروا إلى المسيح مخلّصنا وكم عانى من أجلنا ومات ميتة مهينة ليخلّصنا. آمنوا بقوّة في هذا، ولا تتراجعوا، ولا تتركوا إيمانكم من أجل حياة زائلة” القدّيس قسطنطين برونكوفانو

قصة استشهاد الأمير برانكوفانو حاكم والاشيا Wallachia ( ١٦٨٨-١٧١٤م) وأبنائه الأربعة ومستشاره على يد الأتراك في القرن الثامن عشر ميلادي، شبيهة بقصص استشهاد المسيحيين الأوائل في ملاعب روما. فهم قُتلوا لإيمانهم بالمسيح. وتمامًا مثل الشهداء المسيحيين رفض الأمير، هو وأبناؤه الأربعة ومستشارهم إنكار مسيحيّتهم.


الاستشهاد:
const3 في يوم الخامس عشر من شهر آب الذي هو عيد رقاد والدة الإله، أُحضر الأمير قسطنطين برونكوفانو وأولاده الأربعة ومستشاره إياناش، أمام السلطان التركي أحمد الثالث في القسطنطينيّة بحضور ممثّلين عن كلّ من الدول التالية: النمسا وروسيا وفرنسا وانكلترا، وصادف في ذلك اليوم العيد الستون للأمير قسطنطين. يُذكر أنّه ألقي القبض عليهم قبل أربعة أشهر من قبل جنود السلطان وأُودعوا السجن وعذّبوا.

أعلن السلطان التركي أمام الجميع أن على قسطنطين بروكوفانو وأولاده ومستشاره أن ينكروا المسيح ويتحوّلوا عن إيمانهم وإلّا سيكون مصيرهم الموت.

وقد نُقل عن الأمير قسطنطين أنّه كان مؤمنًا جدًا، وكان يُشدّد أبناءه الذين كانوا يُقتلون أمام عينيه، إذ قال : "هوذا كلّ ما عندي من ثروات قد فقدتها! دعونا الآن لا نفقد أرواحنا. كونوا شجعانًا ورجالًا يا أولادي الأعزّاء! تجاهلوا الموت. أنظروا إلى المسيح مخلّصنا وكم عانى من أجلنا ومات ميتة مهينة ليخلّصنا. آمنوا بقوّة في هذا، ولا تتراجعوا، ولا تتركوا إيمانكم من أجل حياة زائلة”.

وبعد ذلك، تم قطع رؤوس أبنائه الأربعة الواحد تلو الاخر، كونستانتين، ستيفان رادو وماتي وفي النهاية قتلوا الأمير ومستشاره الذي كان يرافقهم.

ويُسجّل التاريخ أن أصغر الأبناء ماتي (متى) والبالغ من العمر إثني عشر عامًا ارتعب لرؤيته حمام الدم ورؤوس إخوته الثلاثة تُقطع، فبدأ يبكي ويسأل والده السماح له بالتخلّي عن المسيحيّة بحسب طلب السلطان أحمد الثالث، ولكن في هذه اللحظة صرخ كونستانتين برانكوفانو بابنه قائلًا: "لا يعرف دم أحدنا عار إنكار المسيح ورفض إيمانه، ومن الأفضل أن تموت ألف مرّة من أن تترك إيمانك من أجل أن نعيش بضع سنوات على الأرض". فتشدّد ماتي وقدّم رأسه للمسيح.
بعد أن تم قطع رؤوسهم، نُكّل بأجسادهم وعُرضت رؤوسهم على الرماح في موكب للسخرية، ورُميت جثثهم أمام البوابة ولاحقًا في مياه مضيق البوسفور.

أُحضرت أجسادهم في بادىء الأمر إلى دير والدة الإله في جزيرة خالكي ومن ثم استطاعت زوجة الأمير المستشهد قسطنطين وأم الأبناء إحضار الجثث وأودعتهم في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس في وسط بوخارست، وما زالت محفوظة هناك.

ولهذه الكنيسة أربعة أعياد:
القدّيس الشهيد جاورجيوس (٢٣ نيسان) - القدّيس نيقولاوس (٦ كانون الأوّل) - الشهداء برانكوفانو ومستشارهم اياناش (١٦ آب) - القدّيس بيّوس باراشيفا (١٤ تشرين الأوّل).
أعلنت الكنيسة الرومانيّة قداستهم في ٢٠ حزيران عام ١٩٩٢م ويُعيّد لهم في ١٦ آب بحسب التقويم الشرقي