القدّيس‭ ‬الصدّيق‭ ‬إبراهيم،‭ ‬أبو‭ ‬المؤمنين‭…



10-09


إبراهيم:

كان‭ ‬اسمه‭ ‬أبرام‭ ‬ومعناه‭ ‬بالآرامية‭ ‬أب‭ ‬رفيع‭. ‬لكن‭ ‬الله‭ ‬غيّر‭ ‬اسمه‭ ‬إلى‭ ‬إبراهيم‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أب‭ ‬لجمهور‭ ‬من‭ ‬المؤمنين،‭ ‬إذ‭ ‬إبراهيم‭  ‬يعني‭ ‬‮«‬ابورهام‮»‬‭ ‬أي‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬جمهور‮»‬‭.‬

‮«‬أَمَّا‭ ‬أَنَا‭ ‬فَهُوَذَا‭ ‬عَهْدِي‭ ‬مَعَكَ،‭ ‬وَتَكُونُ‭ ‬أَبًا‭ ‬لِجُمْهُورٍ‭ ‬مِنَ‭ ‬الأُمَمِ،‭ ‬فَلاَ‭ ‬يُدْعَى‭ ‬اسْمُكَ‭ ‬بَعْدُ‭ ‬أَبْرَامَ‭ ‬بَلْ‭ ‬يَكُونُ‭ ‬اسْمُكَ‭ ‬إِبْرَاهِيمَ،‭ ‬لأَنِّي‭ ‬أَجْعَلُكَ‭ ‬أَبًا‭ ‬لِجُمْهُورٍ‭ ‬مِنَ‭ ‬الأُمَمِ،‭ ‬وَأُثْمِرُكَ‭ ‬كَثِيرًا‭ ‬جِدًّا،‭ ‬وَأَجْعَلُكَ‭ ‬أُمَمًا،‭ ‬وَمُلُوكٌ‭ ‬مِنْكَ‭ ‬يَخْرُجُونَ‭. ‬تكوين‭ ‬‮٥‬‭:‬‮١٧‬‭).‬
إبراهيم‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سفر‭ ‬أشعياء‭ ‬‮٨‬‭:‬‮٤١‬‭ ‬هو‭ ‬خليل‭ ‬الله‭: ‬‮«‬وأمّا‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬إسرائيل‭ ‬عبدي،‭ ‬يا‭ ‬يعقوب‭ ‬الذي‭ ‬اخترته،‭ ‬نسل‭ ‬إبراهيم‭ ‬خليلي‮»‬‭.‬

من‭ ‬الأمور‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬سيرته‭:‬


hh  ‭ - ‬مغادرته‭ ‬أرضه‭ ‬وعشيرته‭ ‬وبيت‭ ‬أبيه،‭ ‬وهو‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬غريبة‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭. (‬الإصحاح‭ ‬12‭). ‬

‭ - ‬طاعته‭ ‬للعليّ‭ ‬عندما‭ ‬امتحنه‭ ‬وأمره‭ ‬أن‭ ‬يقدّم‭ ‬له‭ ‬وحيده‭ ‬اسحق،‭ ‬ابن‭ ‬شيخوخته،‭ ‬ذبيحة‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الموريّا،‭ ‬والبركة‭ ‬التي‭ ‬أسبغها‭ ‬عليه‭ ‬نتيجة‭ ‬ذلك‭: ‬‮«‬بذاتي‭ ‬أقسمت‭... ‬أني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أنّك‭ ‬فعلت‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ولم‭ ‬تمسك‭ ‬ابنك‭ ‬وحيدك،‭ ‬أباركك‭ ‬مباركة،‭ ‬وأكثر‭ ‬نسلك‭ ‬تكثيرًا‭ ‬كنجوم‭ ‬السماء‭ ‬وكالرمل‭ ‬الذي‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر‭. ‬ويرث‭ ‬نسلك‭ ‬باب‭ ‬أعدائه‭..‬‮»‬‭ (‬الإصحاح‭ ‬22‭). ‬

‭ - ‬استقباله‭ ‬للرجال‭ ‬الثلاثة‭ ‬عند‭ ‬بلوطات‭ ‬ممرا‭ (‬الإصحاح‭ ‬18‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬الكنيسة‭ ‬صورة‭ ‬لحضور‭ ‬الثالوث‭ ‬القدّوس‭. ‬

‭ - ‬الدالة‭ ‬التي‭ ‬تحدّث‭ ‬بها‭ ‬إبراهيم‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬متوسّطًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سدوم‭ ‬وعمورة‭ ‬بعدما‭ ‬عزم‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬إهلاكهما‭.‬
‭- ‬الوعد‭ ‬الذي‭ ‬قطعه‭ ‬له‭ ‬الله‭ ‬بأنّه‭ ‬سوف‭ ‬يجعله‭ ‬أمّة‭ ‬عظيمة،‭ ‬ويباركه‭ ‬ويعظّم‭ ‬اسمه،‭ ‬ويكون‭ ‬بركة‭ ‬ويبارك‭ ‬مباركيه‭ ‬ويلعن‭ ‬لاعينه،‭ ‬وتتبارك‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬قبائل‭ ‬الأرض‭. ‬

أما‭ ‬لوط،‭ ‬ابن‭ ‬أخي‭ ‬إبراهيم،‭ ‬فكان‭ ‬بارًّا‭ ‬وقد‭ ‬سكن‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬سدوم،‭ ‬ولم‭ ‬يشأ‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يهلك‭ ‬المدينة‭ ‬قبل‭ ‬إخراجه‭ ‬منها،‭ ‬هو‭ ‬وأهل‭ ‬بيته‭. ‬وقد‭ ‬استقبل‭ ‬ملاكي‭ ‬الربّ‭ ‬بالترحاب‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬صونهما‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬أهل‭ ‬المدينة،‭ ‬ثم‭ ‬فرّ‭ ‬هو‭ ‬ومن‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬صوغر‭. ‬لكن‭ ‬امرأة‭ ‬لوط‭ ‬تطلّعت‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬إلى‭ ‬سدوم،‭ ‬في‭ ‬الطريق،‭ ‬بعدما‭ ‬حرم‭ ‬الملاكان‭ ‬على‭ ‬لوط‭ ‬وجماعته‭ ‬ذلك‭ ‬فصارت‭ ‬عمود‭ ‬ملح‭ (‬الإصحاح‭ ‬19‭).‬

 

سيرة‭ ‬ابراهيم‭:‬
تبدأ‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬إبراهيم،‭ ‬عندما‭ ‬طلب‭ ‬الله‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يهاجر‭ ‬من‭ ‬أرضه‭ ‬ومن‭ ‬عشيرته‭ ‬ومن‭ ‬بيت‭ ‬أبيه،‭ ‬إلى‭ ‬أرضٍ‭ ‬يُريها‭ ‬له،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحدّدها‭ ‬له‭ ‬بالإسم‭. ‬

ترى‭ ‬لماذا‭ ‬يترك‭ ‬إبراهيم‭ ‬بلاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ ‬بين‭ ‬نهري‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وهي‭ ‬بلاد‭ ‬عامرة‭ ‬عريقة‭ ‬في‭ ‬الحضارة،‭ ‬ليذهب‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬شيئاً؟

يقول‭ ‬لنا‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدّس‭: ‬‮«‬بِالْإِيمَانِ‭ ‬إِبْرَاهِيمُ‭ ‬لَمَّا‭ ‬دُعِيَ‭ ‬أَطَاعَ‭ ‬أَنْ‭ ‬يَخْرُجَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْمَكَانِ‭ ‬الَّذِي‭ ‬كَانَ‭ ‬عَتِيدًا‭ ‬أَنْ‭ ‬يَأْخُذَهُ‭ ‬مِيرَاثًا،‭ ‬فَخَرَجَ‭ ‬وَهُوَ‭ ‬لَا‭ ‬يَعْلَمُ‭ ‬إِلَى‭ ‬أَيْنَ‭ ‬يَأْتِي‮»‬‭ (‬عبرانيين‭ ‬11‭:‬8‭). ‬لكن‭ ‬إبراهيم‭ ‬عرف‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يدعوه،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أهل‭ ‬بلده‭ ‬وكلّ‭ ‬عشيرته‭ ‬يعبدون‭ ‬الأصنام،‭ ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬إباهيم‭ ‬أن‭ ‬الأصنام‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬آلهة،‭ ‬لأن‭ ‬الناس‭ ‬يصنعونها‭ ‬بأيديهم،‭ ‬وباتالي‭ ‬هي‭ ‬لا‭ ‬تصنع‭ ‬الناس‭. ‬

وعندما‭ ‬أخبر‭ ‬إبراهيم‭ ‬أباه‭ ‬تارح‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬دعاه‭ ‬ليهاجر‭ ‬من‭ ‬أور‭ ‬الكلدانيين،‭ ‬وافق‭ ‬تارح‭ ‬أن‭ ‬يهاجر‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬منها‭.‬

وكان‭ ‬لتارح‭ ‬ثلاثة‭ ‬أولاد‭: ‬أبرام‭ (‬الذي‭ ‬صار‭ ‬اسمه‭ ‬إبراهيم‭) ‬وناحور،‭ ‬وهاران‭. ‬أما‭ ‬هاران‭ ‬فكان‭ ‬قد‭ ‬مات‭ ‬في‭ ‬أور‭ ‬الكلدانيين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ولد‭ ‬ابنه‭ ‬لوط،‭ ‬وتزوّج‭ ‬أبرام‭ ‬أخته‭ ‬من‭ ‬أبيه‭ ‬ساراي،‭ ‬وصار‭ ‬اسمها‭ ‬سارة‭. ‬وساراي‭ ‬أو‭ ‬سارة‭ ‬معناها‭ ‬أميرة‭. ‬وكانت‭ ‬العادة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬الرجال‭ ‬أخواتهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬اختلاط‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬إلا‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬القبيلة‭ ‬الواحدة‭.‬

 

مدينة‭ ‬أور‭:

كان‭ ‬تارح‭ ‬يسكن‭ ‬مع‭ ‬أولاده‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أور‭ ‬الكلدانيين،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬مدن‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬بها‭ ‬المدارس‭ ‬والأبنية‭ ‬العظيمة،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬مدينة‭ ‬تجارية‭ ‬كبيرة،‭ ‬فكانت‭ ‬السفن‭ ‬تحمل‭ ‬منها‭ ‬القمح‭ ‬والبلح‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬المختلفة‭. ‬وكانت‭ ‬الأرض‭ ‬حول‭ ‬أور‭ ‬خصيبة‭ ‬يعطي‭ ‬قمحها‭ ‬مئتي‭ ‬ضعف،‭ ‬بل‭ ‬ثلاثمائة‭ ‬ضعف‭ ‬أحيانًا‭. ‬
وقد‭ ‬يكون‭ ‬القمح‭ ‬عُرف،‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬عُرف،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬من‭ ‬الأرض‭. ‬

كان‭ ‬أهل‭ ‬أور‭ ‬وثنيين‭ ‬يعبدون‭ ‬آلهة‭ ‬كثيرة‭. ‬كانوا‭ ‬يعبدون‭ ‬آلهة‭ ‬الجمال‭ ‬والحب‭ ‬‮«‬فينوس‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬عملوا‭ ‬لها‭ ‬صنمًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وكانت‭ ‬الديانة‭ ‬في‭ ‬أور‭ ‬مختلطة‭ ‬بالفساد،‭ ‬فقد‭ ‬كانوا‭ ‬يعبدون‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬صنمًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وعددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الأصنام‭ ‬الصغيرة‭. ‬لكن‭ ‬إبراهيم‭ ‬عرف‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الطبيعة،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬اَلسَّمَاوَاتُ‭ ‬تُحَدِّثُ‭ ‬بِمَجْدِ‭ ‬اللّهِ،‭ ‬وَالْفَلَكُ‭ ‬يُخْبِرُ‭ ‬بِعَمَلِ‭ ‬يَدَيْهِ‮»‬‭ (‬مزمور‭ ‬19‭:‬1‭). ‬

 

لماذا‭ ‬دعا‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم؟
‭-g ‬الله‭ ‬المدرك‭ ‬مكنونات‭ ‬القلوب،‭ ‬ظهر‭ ‬لابراهيم‭ ‬لأنّه‭ ‬الراعي‭ ‬الصالح‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬كلّ‭ ‬واحد‭ ‬منّا‭.‬

‭- ‬أراد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إبراهيم‭ ‬شهادة‭ ‬لكل‭ ‬الأرض،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬أشعياء‭ ‬النبيّ‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬أنا‭ ‬الربّ،‭ ‬وليس‭ ‬غيري‭ ‬مخلّص‭. ‬أنا‭ ‬أخبرت‭ ‬وخلّصت‭ ‬وأعلمت،‭ ‬وليس‭ ‬بينكم‭ ‬غريب‭. ‬وأنتم‭ ‬شهودي‭ ‬يقول‭ ‬الربّ‭ ‬وأنا‭ ‬الله‮»‬‭. (‬تكوين‭ ‬‮٤٣‬‭)‬
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يقول‭ ‬بولس‭ ‬الرسول‭: ‬‮«‬لِأَنَّهُمُ‭ ‬اسْتُؤْمِنُوا‭ ‬عَلَى‭ ‬أَقْوَالِ‭ ‬اللّهِ‮»‬‭ (‬رومية‭ ‬3‭:‬2‭).‬

وهو‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬عصر‭ ‬وزمان‭ ‬يدعونا‭ ‬لنكون‭ ‬شهودًا‭ ‬له‭.‬
‭ - ‬الله،‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬للسقوط‭ ‬ويعلن‭ ‬عن‭ ‬مجيء‭ ‬المخلّص‭ ‬الفادي‭: ‬‮«‬وأضع‭ ‬عداوة‭ ‬بينك‭( ‬الحيّة‭ ‬أي‭ ‬الشيطان‭) ‬وبين‭ ‬المرأة،‭ ‬وبين‭ ‬نسلك‭ ‬ونسلها‭. ‬هو‭  (‬الرّب‭ ‬المتجسّد‭) ‬يسحق‭ ‬رأسك‭ ‬وانت‭ ‬تسحقين‭ ‬عقبه‭(‬الصليب‭) (‬تكوين‭ ‬‮١٥‬‭:‬‮٣‬‭).  ‬
وها‭ ‬الرب‭ ‬استكمله‭ ‬مع‭ ‬الآباء‭ ‬والأنبياء‭.‬
وهكذا‭ ‬بنسل‭ ‬إبراهيم،‭ ‬يُصبح‭ ‬إبراهيم‭ ‬بركة‭ ‬للعالم‭ ‬كلّه‭. ‬‮«‬‭ ‬وأمّا‭ ‬المواعيد‭ ‬فقيلت‭ ‬في‭ ‬إبراهيم‭ ‬وفي‭ ‬نسله‭. ‬لا‭ ‬يقول‭: ‬وفي‭ ‬الأنسال،‭ ‬كأنّه‭ ‬عن‭ ‬كثيرين،‭ ‬بل‭ ‬كأنّه‭ ‬عن‭ ‬واحدٍ‭ ‬وفي‭ ‬نسلك‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬المسيح‭ (‬غل‭ ‬16‭:‬3‭)‬”‭.‬

فدعوة‭ ‬ابراهيم‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬لكلّ‭ ‬واحدٍ‭ ‬منّا،‭  ‬وكما‭ ‬إبراهيم‭ ‬مرّ‭ ‬بتجارب‭ ‬كذلك‭ ‬نحن،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يصبر‭ ‬إلى‭ ‬المنتهى‭ ‬يخلص‭(‬متى‭ ‬‮١٣‬‭:‬‮٢٤‬‭).‬

 

إبراهيم‭ ‬يكمل‭ ‬الرحلة‭:

رافق‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬والده‭ ‬تارح،‭ ‬ولوط‭ ‬ابن‭ ‬هاران‭ ‬ابن‭ ‬شقيقه،‭ ‬وساراي‭ ‬امرأة‭ ‬إبراهيم‭. ‬
فخرجوا‭ ‬من‭ ‬أور‭ ‬الكلدانيين‭ ‬ليذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬كنعان،‭ ‬وبلغوا‭ ‬بلدًا‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬اسمها‭ ‬حاران‭.‬
قرّر‭ ‬تارح‭ ‬أن‭ ‬يقيموا‭ ‬فيها‭ ‬ولم‭ ‬يشأ‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬الرحلة‭ ‬إلى‭ ‬كنعان،‭ ‬والمسافة‭ ‬بين‭ ‬حاران‭ ‬وأور‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬ألف‭ ‬ومئتي‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭. ‬

حاران‭ ‬معناها‭ ‬‮«‬محروق‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬يابس‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬ملفوح‮»‬‭. ‬وقرر‭ ‬تارح‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬حاران،‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬لماذا‭ ‬بقي‭ ‬تارح‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الجاف‭ ‬المحروق‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكمل‭ ‬الرحلة‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬الراحة‭ ‬والموعد‭. ‬وبقيت‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬حاران‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مات‭ ‬تارح‭.‬

وبعد‭ ‬موت‭ ‬تارح‭ ‬جاء‭ ‬صوت‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬إبراهيم‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬اذْهَبْ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَرْضِكَ‭ ‬وَمِنْ‭ ‬عَشِيرَتِكَ‭ ‬وَمِنْ‭ ‬بَيْتِ‭ ‬أَبِيكَ‭ ‬إِلَى‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬الَّتِي‭ ‬أُرِيكَ‭. ‬فَأَجْعَلَكَ‭ ‬أُمَّةً‭ ‬عَظِيمَةً‭ ‬وَأُبَارِكَكَ‭ ‬وَأُعَظِّمَ‭ ‬اسْمَكَ،‭ ‬وَتَكُونَ‭ ‬بَرَكَةً‭. ‬وَأُبَارِكُ‭ ‬مُبَارِكِيكَ‭ ‬وَلَاعِنَكَ‭ ‬أَلْعَنُهُ‭. ‬وَتَتَبَارَكُ‭ ‬فِيكَ‭ ‬جَمِيعُ‭ ‬قَبَائِلِ‭ ‬الْأَرْضِ‮»‬‭ (‬تكوين‭ ‬12‭:‬1‭-‬3‭). ‬

وقف‭ ‬إبراهيم‭ ‬يسمع‭ ‬صوت‭ ‬الله‭ ‬العجيب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬كان‭ ‬يقدر‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬ولا‭ ‬يطيع‭ ‬ويعتذر،‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬شابٌّ‭ ‬غني‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الأبدية،‭ ‬ولم‭ ‬يقبل‭ ‬أن‭ ‬يتبع‭ ‬المسيح،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬أموال‭ ‬كثيرة،‭ ‬فترك‭ ‬المسيح‭ ‬ومضى‭ ‬حزينًا،‭ ‬لأن‭ ‬أمواله‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬أهميّة‭ ‬عنده‭ ‬من‭ ‬طاعة‭ ‬المسيح‭ (‬مرقس‭ ‬10‭:‬17‭-‬22‭). ‬
لكن‭ ‬إبراهيم‭ ‬لم‭ ‬يهتم‭ ‬البتّة‭ ‬بغناه،‭ ‬ولا‭ ‬بالأرض‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يمتلكها‭ ‬في‭ ‬حاران،‭ ‬لكن‭ ‬قرّر‭ ‬أن‭ ‬يطيع‭ ‬الله‭  ‬ويسير‭ ‬بحسب‭ ‬مشيئة‭ ‬العليّ‭ ‬وليس‭ ‬بحسب‭ ‬مشيئته‭. ‬

طاعة‭ ‬إبراهيم‭ ‬لله‭ ‬والعمل‭ ‬بمشيئة‭ ‬الرّب‭ ‬حُسبت‭ ‬له‭ ‬برًا‭. ‬لقد‭ ‬عاش‭ ‬التسليم‭ ‬الإلهيّ‭ ‬بالكامل‭ ‬فأضحى‭ ‬مثالًا‭ ‬لجميع‭ ‬البشر‭.‬
ألم‭ ‬يقل‭ ‬بولس‭ ‬الرسول‭ ‬في‭ ‬الإصحاح‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬رسالته‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬فيليبي‭:‬‮«‬‭ ‬إني‭ ‬أحسب‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬نفاية‭ ‬لكي‭ ‬أربح‭ ‬المسيح‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬برنابا‭  ‬وكثيرون‭ ‬أيضًا‭ ‬إذ‭ ‬تركوا‭ ‬ما‭ ‬لهم‭ ‬وتبعوا‭ ‬المسيح‭.‬

 

مواعيد‭ ‬الله‭ ‬لإبراهيم‭:‬

كانت‭ ‬مواعيد‭ ‬الله‭ ‬لإبراهيم‭ ‬غريبة،‭ ‬ولكن‭ ‬إبراهيم‭ ‬وثق‭ ‬فيها‭ ‬وصدّقها‭:‬

‭ - ‬قال‭ ‬الله‭ ‬لإبراهيم‭ ‬إنّه‭ ‬سيجعله‭ ‬أمّة‭ ‬عظيمة،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬زوجته‭ ‬عاقر‭ ‬ومتقدّمة‭ ‬في‭ ‬السن‭.‬
‭- ‬أترك‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬وسر‭ ‬أمامي‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬حيث‭ ‬سيكون‭ ‬وحيدًا‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أهله‭ ‬وعشيرته،‭ ‬وهو‭ ‬طاعن‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرتاح‭ ‬فيه‭ ‬وليس‭ ‬ليبدأ‭ ‬حياةً‭ ‬جديدة‭. ‬ولكن‭ ‬راحتنا‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬أنيّة‭ ‬بينما‭ ‬راحة‭ ‬الله‭ ‬سرمديّة‭ ‬آبديّة‭.‬

‭- ‬‮«‬ستكون‭ ‬بركة‮»‬‭. ‬ستفيض‭ ‬البركة‭ ‬من‭ ‬نسل‭ ‬إبراهيم،‭ ‬ويبارك‭ ‬مباركي‭ ‬هذا‭ ‬النسل‭ ‬ويلعن‭ ‬لاعنيه‭. ‬‮«‬‭ ‬الرّب‭ ‬يسوع‭ ‬سيكون‭ ‬حجر‭ ‬صدمة‭ ‬وعثرة‭ ‬لكثيرين،‭ ‬ومن‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬الحجر‭ ‬يسحقه‮»‬‭.‬ 

وهكذا‭ ‬سافر‭ ‬إبراهيم‭ ‬من‭ ‬حاران‭ ‬إلى‭ ‬كنعان،‭ ‬وجهّز‭ ‬عائلته‭ ‬ومواشيه‭ ‬وعبيده‭ ‬للسفر‭ ‬الطويل‭.‬
هي‭ ‬مسافة‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬خمسمائة‭ ‬كيلو‭ ‬متر‭. ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬صرفه‭ ‬إبراهيم‭ ‬وعائلته‭ ‬في‭ ‬السفر،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يسافروا‭ ‬على‭ ‬مهل‭ ‬حتى‭ ‬تأكل‭ ‬البهائم‭ ‬من‭ ‬المراعي‭ ‬التي‭ ‬حولهم‭. ‬وأخيرًا‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬كنعان‭: ‬إبراهيم‭ ‬وسارة‭ ‬ولوط‭ ‬وزوجته‭.‬

مرَّ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بدمشق‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬من‭ ‬حاران‭ ‬إلى‭ ‬كنعان،‭ ‬وهناك‭ ‬قابل‭ ‬أليعازر‭ ‬الدمشقي،‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وكيلاً‭ ‬على‭ ‬أمواله‭. ‬وعبر‭ ‬إبراهيم‭ ‬ومن‭ ‬معه‭ ‬الأراضي‭ ‬والأنهار،‭ ‬ولذلك‭ ‬سمّوهم‭ ‬العبرانيين،‭ ‬ومعناها‭ ‬‮«‬الذين‭ ‬يعبرون‮»‬‭ ‬وقد‭ ‬تجلّي‭ ‬هذا‭ ‬الإسم‭ ‬بعبور‭ ‬الشعب‭ ‬اليهودي‭ ‬مع‭ ‬موسي‭ ‬النبي‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭.‬

إبراهيم‭ ‬يُقيم‭ ‬في‭ ‬‮«‬بلوطة‭ ‬ممرة‮»‬‭:‬

وعندما‭ ‬وصل‭ ‬إبراهيم‭ ‬إلى‭ ‬كنعان‭ ‬أقام‭ ‬في‭ ‬شكيم،‭ ‬ونصب‭ ‬خيمته‭ ‬عند‭ ‬بلوطة‭ ‬ممرة‭. ‬وشكيم‭ ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬نابلس‭ ‬الحالية،‭ ‬وتبعد‭ ‬أربعين‭ ‬كيلو‭ ‬مترًا‭ ‬شمال‭ ‬أورشليم‭. ‬ومعنى‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬ممرة‮»‬‭ ‬معلِّم،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬أشجار‭ ‬بلوط‭ ‬كثيرة‭. ‬
في‭ ‬الغالب‭ ‬كان‭ ‬يجلس‭ ‬تحت‭ ‬تلك‭ ‬الأشجار‭ ‬معلّمون‭ ‬يعلِّمون‭ ‬الشعب‭ ‬وصايا‭ ‬الدِّين،‭ ‬لذلك‭ ‬صار‭ ‬اسم‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬‮«‬بلوطة‭ ‬المعلم‮»‬‭ ‬وكانت‭ ‬أشجار‭ ‬البلوط‭ ‬هناك‭ ‬سببًا‭ ‬جعل‭ ‬إبراهيم‭ ‬ينصب‭ ‬خيامه‭ ‬في‭ ‬ظلّها‭. ‬وقد‭ ‬سكن‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬خيمته،‭ ‬وذلك‭ ‬معناه‭ ‬أنه‭ ‬غريب‭.‬

لنتوقّف‭ ‬هنا،‭ ‬ما‭ ‬أجمل‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬المسيانية،‭ ‬ابراهيم‭ ‬أب‭ ‬الجمهور‭ ‬الكبير‭ ‬يأتي‭ ‬غريبًا‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬العاقر،‭ ‬تحقيقًا‭ ‬للوعد‭ ‬الإلهيّ،‭ ‬وينصب‭ ‬خيمته‭ ‬في‭ ‬ممرا‭ ‬‮«‬مكان‭ ‬التعليم‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬يجلس‭ ‬فيه‭ ‬معلّمي‭ ‬الشعب،‭ ‬ليظهر‭ ‬الرّب‭ ‬له‭ ‬ويُصبح‭ ‬هو‭ ‬وإمرأته‭ ‬مصدر‭ ‬حياة‭ ‬لكثيرين‭. ‬
هكذا‭ ‬الربّ‭ ‬يسوع‭ ‬أتى‭ ‬غريبًا‭ ‬ينصب‭ ‬خيمته‭ ‬في‭ ‬وسطنا،‭ ‬ومن‭ ‬قَبِله‭ ‬أعطاه‭ ‬الحياة‭ ‬الآبدية،‭ ‬وعبر‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬إلى‭ ‬الحياة،‭ ‬ونجّاه‭ ‬من‭ ‬عقر‭ ‬االخطيئة،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬ساراي،‭ ‬زوجة‭ ‬إبراهيم،‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬اسمها‭ ‬الأميرة‭ ‬والنبيلة‭. ‬


فإذا‭ ‬كان‭ ‬ابراهيم‭ ‬بني‭ ‬مذبحًا‭ ‬هناك‭ ‬للرّب،‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬أكل‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬مائدته،‭ ‬فلكي‭ ‬يُصبح‭ ‬قلبنا‭ ‬مذبحًا‭ ‬حيًّا‭ ‬للرّب‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬نأكل‭ ‬جسده‭ ‬ونشرب‭ ‬دمه‭.‬ 

وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬لقاءات‭ ‬ابراهيم‭ ‬لقائه‭ ‬بملكيصادق‭ ‬الذي‭ ‬يُعتبر‭ ‬صورة‭ ‬مسبقة‭ ‬عن‭ ‬الرّب‭ ‬يسوع‭ ‬وكهنوته‭ ‬الآبدي،‭ ‬ليعود‭ ‬يستقبلنا‭ ‬الرّب‭ ‬بذاته‭ ‬ويجعلنا‭ ‬كهنة‭ ‬ملوكيّين‭ ‬بنعمة‭ ‬روحه‭ ‬القدّوس‭.‬

نجد‭ ‬سيرتهما‭ ‬مفصّلة‭ ‬في‭ ‬سفر‭ ‬التكوين،‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬الإصحاح‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬وامتدادًا‭ ‬إلى‭ ‬الإصحاح‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭.‬

مكانة‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭:‬

يدعى‭ ‬إبراهيم‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬أبًا‭ ‬لبني‭ ‬إسرائيل‭ (‬أعمال‭ ‬13‭: ‬26‭) ‬والكهنوت‭ ‬اللاوي‭ (‬عب7‭: ‬5‭) ‬وأبًا‭ ‬للمسيح‭ (‬مت‭ ‬1‭: ‬1‭)- ‬وغلاطية‭ (‬3‭: ‬16‭) ‬وأبًا‭ ‬لكل‭ ‬المسيحيين‭ ‬كمؤمنين‭ (‬غلاطية‭ ‬3‭: ‬29‭- ‬ورومية‭ ‬4‭: ‬11‭) ‬أما‭ ‬البركات‭ ‬التي‭ ‬بورك‭ ‬بها‭ ‬فقد‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬بأسماء‭ ‬متنوعة‭ ‬منها‭ ‬‮«‬الوعد‮»‬‭ (‬رومية4‭: ‬13‭) ‬‮«‬وبركة‮»‬‭ (‬غلاطية3‭: ‬14‭) ‬‮«‬ورحمة‮»‬‭ (‬لوقا‭ ‬1‭: ‬54‭-‬55‭) - ‬‮«‬القسم‮»‬‭ (‬لوقا‭ ‬1‭: ‬73‭) ‬‮«‬والعهد‮»‬‭ (‬أعمال‭ ‬3‭: ‬25‭) ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬المسيح‭ ‬أن‭ ‬إبراهيم‭ ‬رأى‭ ‬يومه‭ ‬وفرح‭ (‬يوحنا‭ ‬8‭: ‬56‭) ‬ويذكر‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬إبراهيم‭ ‬كمثال‭ ‬للتبرير‭ ‬بالإيمان‭ (‬رومية4‭: ‬3‭-‬11‭- ‬18‭) ‬وكذلك‭ ‬ذكره‭ ‬كمثال‭ ‬للأعمال‭ ‬الصالحة‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬أكمل‭ ‬الإيمان‭ (‬يع‭ ‬2‭: ‬21‭-‬23‭) ‬وطاعة‭ ‬الإيمان‭ (‬عب‭ ‬11‭: ‬8‭-‬17‭) ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬المسيح‭ ‬إلى‭ ‬مكانته‭ ‬السامية‭ ‬بين‭ ‬القديسين‭ ‬في‭ ‬السماء‭ (‬مت‭ ‬8‭: ‬11‭ ‬ولو‭ ‬13‭: ‬28‭- ‬16‭: ‬23‭-‬31‭).‬