التعرّض اليومي
التعرّض اليومي:
يتعرض الإنسان في عصرنا إلى سلسلة من المشاهدات إن على مستوى الأفلام السينمائية أو البرامج التلفزيونية أو الفيديو كليب أو ما يعرف بالحلقات series التي تتكون من مسلسل يتضمن عدة حلقات قد تصل إلى مئة وأكثر يتعلق بها الشباب ويشاهدونها على اليوتيوب أو يشترونها، أو الإعلانات أو الصور وما شابه...
ولكن ماذا عن أطفالنا والرسوم المتحركة والأفلام المخصصة للأولاد؟
ماذا عن هذا العالم الطفولي الذي من المفترض أن يكون بريئا؟
من المعروف أن الولد في نموه هو ألة تسجيل، يسجل في فكره كل ما يشاهده، ويتخزن في اللاوعي عنده الكثير من المشاهدات لتكون لاحقا الذاكرة البصرية visual memory والتي لها الدور الأكبر في حياته على شتى الأصعدة.
وبقدر ما تكون عنيفة أو منحرفة أو العكس يكون الولد، وتظهر في تصرفاته العلنية وغير العلنية.
من يقف اليوم وللأسف الشديد خلف صناعة الأفلام الخاصة بالأولاد والألعاب بنسبة غالبة يمطر على أولادنا بكوارث أخلاقية، ويحشو مخيلاتهم بأمور سيئة تضرب بعرض الحائط الكثير من القيم الأخلاقية والإنسانية، وتميع الأمور والمبادىء الأساسية التربوية التي تحمي الولد وتحفظه.
الخطير في الموضوع أن المشاهد المسيئة تمر في أفلام الأولاد بسرعة وبمدة قصيرة بطريقة واضحة وأخرى غير مباشرة إيحائية subliminal
وتفعل فعلها في مخيلة الولد وتتخزن عنده وهو يشاهد ويضحك والأهل إن شاهدوها لا يعيرون إهتماما لها.
الخطر أن هذه المشاهد تخلق حافزا عند الولد، قد لا يقلدها على الفور ولكن تبقى عنده محفوظة وشرعية وتتفاعل بخاصة عندما تصبح موجة أو موضة trend.
فما يزرع من خلال الأفلام يظهر في المجتمع. إنها خطة متكاملة.
الأولاد بعكس الكبار يشاهدون ما يحبونه أكثر من مرة، وهذا يجعل المشاهد تتكرر وتتكرر أمام أعينهم وتتخزن أكثر فأكثر عندهم.
طبعا الحل ليس في أن نضع أولادنا في غرف زجاجية كما يقول المثل، أو نعزلهم، وأحيانًا كثيرة نحن نجهل ما نجابه.
ومن المستحيل أن نصم أذانهم ونغلق عيونهم، وأصلا هذا ليس المطلوب.
فكل ما يحيط بهم وبنا لا يمكن السيطرة عليه، ولا يمكننا أيضًا تقطيش أفلام الأولاد ونزع المشاهد غير المناسبة منها، وما لا يشاهدونه في منازلنا سيشاهدونه عند رفاقهم أو في أي مكان آخر.
ما هو الحل إذا؟ - التوعية والإرشاد والتنبيه. - المرافقة قدر الإمكان من الأهل. - الوعي عند الأهل والإهتمام أكثر بعالم أولادهم. - عدم التسليم مجانا أن كل ما هو مخصص للأولاد هو نافع ومفيد، - مشاهدة ما يشاهدونه. - الدخول في حوار مع الأولاد : ماذا شاهدتم؟ ما الذي أعجبكم؟ ... - ملاحظة تصرفات جديدة عندهم. - الانتباه إلى معشرهم. - عدم اللجوء إلى العنف والصراخ في حال ملاحظتنا لشيء، بل الهدوء والشرح. - عدم المساومة وعدم التراخي في حال وجدنا أفلام لا تناسب. |
ملاحظة مهمة:
المشاهد المتكررة من عدة أفلام لتصل إلى هدف واحد هي الخطر المدمر في هذه الصناعة الخبيثة.
إذ هي تسرق دور المربي الحقيقي.
كنا حذرنا مثلا من مشاهد في فيلم Minions لاحظوا:
- عنوان الفيلم Despicable me 3. إن حاولنا أن نترجم اسم الفيلم إلى اللغة العربية فماذا يكون: أنا الحقير، أنا الدنىء. والرقم ٣ يعني هناك سلسلة.
- لا تستهينوا بما تشاهدونه ولا تقولوا هذا المشهد مدته قصيرة، أو هناك في الحياة مشاهد أبشع من هذه بكثير.
- تذكروا دائما أن كل مشهد هو حبة من مسبحة طويلة، كقطعة puzzle في لوحة، وهي تتخزن في مخيلة أولادكم.
وإذا لم تقتنعوا اطرحوا هذه الأسئلة على أنفسكم:
هل تقبلون أن تقوم ابنتكم مثلا بالتصفيق على مؤخرة رجل مفتون العضلات يلبس المايوه فقط؟
أو يقوم ولدكم بأخذ دور الرجل المفتون؟
- مشهد مرور الرجل معلقا من المايوه في الهواء بهذا الشكل أمام حفلة عيد الميلاد ليس بريئا إطلاقا،بل له معان كثيرة.
مثل مشاهدة تعري في حفلاة ميلاد وهذا يحصل.
التسهيلات في عصرنا كثيرة، والتبريرات لا تحصى، ولكن الثمار هي الشاهد.
في النهاية أولادنا أمانة في أيدينا، وهم مشروع قداسة، والحفاظ على استقامتهم واجب مقدس.
لنرافقهم نحن على قدر استطاعتنا ونزرع في نفوسهم الرب يسوع المسيح والإنجيل فينمون على كلمة الله المحيية والفاصلة التي تساعدهم في التمييز والإدراك، وتحميهم من شرور شتى تحيط بهم ولا تنفك من طرق بابهم.
2024-12-15
15-12-2024 كلمة البطريرك يوحنا…
2024-12-16
البطريرك يوحنا العاشر يستقبل…
2024-12-18
اجتماع البطاركة ورؤساء الطوائف…
2024-12-18
دليل الكرسيّ الأنطاكي ٢٠٢٥
2024-12-20
الرسالة الرعائية ميلاد 2024