البطريرك يوحنا العاشر في زيارة تفقدية للمدرسة…



2019-05-06

البطريرك يوحنا العاشر في زيارة تفقدية للمدرسة الوطنية الأرثوذكسية في الشيخ طابا_ عكار مفتتحًا معرض"أنطاكية تنتصر على الألم" ومؤكدًا أن الرصيد الأساس في بناء الوطن هو ثقافة القيم". 

٦ أيار ٢٠١٩
ليا عادل معماري، عكار

" إن لم تبسط يديك يا صاحب الغبطة، من يبدد سحابة الأمم المعاندة، ومسؤوليتنا أن نحافظ على المستوى الذي وصلنا إليه في المدرسة الوطنية الأرثوذكسية التي لم تحقق فقط نتائج مشرفة في الشهادات أو في المراكز الأولى، بل أمست هذه المدرسة عاصمة عكار الثقافية، وهويتها الفكرية بكل للكلمة من معنى". 

عبارات طبعت زيارة غبطة البطريرك يوحنا العاشر الرعائية إلى المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في الشيخ طابا.

زيارة غبطته إلى المدرسة اتخذت طابعًا تاريخيًّا كيف لا وغبطته يفتقد القيم والثقافة والأخلاق بحب كبير وقلب واسع.

رافق البطريرك يوحنا في زيارته راعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس (منصور)، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الأرشمندريت رومانوس الحناة، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، رئيس دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق الأرشمندريت ألكسي شحادة، الأرشمندريت جورج يعقوب، الشماس ملاتيوس شطاحي والوفد الإعلامي البطريركي.

كان في استقبال غبطته النائب السابق مدير المدرسة الأستاذ نضال طعمة ومدراء الأقسام والأساتذة والطلاب.

واستقبل غبطته بإنشاد التراتيل ونثر الورد والأرز والسجاد الأحمر وسط محبة وحفاوة كبيرتين.

ومن ثم، دخل غبطته إلى حرم المدرسة على وقع أنغام موسيقى كشافة المدرسة وسط تصفيق من الأساتذة والطلاب الذين تشاركوا في تقديم التراتيل والاغاني المرحبة بغبطته.

بعد ذلك، أطلق غبطته والمتروبوليت باسيليوس منصور طيور الحمام رمزًا للسلام العكاري الذي يسود سائر أبنائها.

إثر ذلك ازاح غبطته الستارة عن اللوحة تذكارية التي تؤرخ لزيارته التاريخية إلى المدرسة.

كما بلغت حفاوة الاستقبال ذروتها عندما افتتح رأس الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية معرضا تحت عنوان "انطاكية تنتصر على الالم" والذي ضم ٣٥ لوحة تحكي حكاية أنطاكية المقدسة، ساهم برسمها أساتذة الرسم في المدرسة: ألبير عبود، ريما طعمة، وماجد عبد الله، وعدد من طلاب القسم الثانوي في المدرسة.

ولم يغب عن بال إدارة المدرسة من أن تستذكر المطران المغيّب بولس (يازجي)، فسطرت الطالبة آليز شكور لوحة بأناملها تحمل صورة المطران بولس لتؤكد أنه بيننا رغم الصمت المطبق. 

كما قدم ماجد عبد الله لوحة إلى البطريرك يوحنا باسم اساتذة المدرسة. ناهيك عن باقات الورود البيضاء التي عبرت عن براءة الأطفال ومحبتهم لغبطته.

وقبل بدء لقائه مع الأساتذة، وقّع غبطته على سجل المدرسة عبارات تؤرخ لزيارته لهذا الصرح التربوي الوطني.

أمّا بعد، كتب المعلمون والتلاميذ من هذا الصرح الثقافي التربوي تحت عنوان "أنطاكية تنتصر على الألم" جمعت بعض الكلمات في كراس لتؤصل بركة البطريرك يوحنا وزيارته إلى هذا الصرح الوطني الجامع. 

إثر ذلك عقد البطريرك يوحنا والمطران منصور لقاء مع الاساتذة في قاعة عصام فارس داخل حرم المدرسة. 

استهل القاء بالنشيد الوطني، تلاه كلمة ترحيب لمسؤول القسم التكميلي في المدرسة جورج رزق تحدث فيها عن المدرسة وعطاءاتها وواقعها الحالي وانتظارات الشبان والشابات.

ثم ألقى النائب السابق نضال طعمة مدير المدرسة الوطنية الارثوذكسية كلمة قال فيها:

"بتهاليل فر ح القيامة نرحّب بقدومكم، فقد بورك هذا الصّرح بحلولكم في رحابه يا صاحب الغبطة، بطريرك أنطاكيّة وسائر المشرق يوحنّا العاشر الكلّيّ الطّوبى. زرتمونا فانتشت خوابي البركة في ديارنا، وعمّ الفرح مزهوًّا في قلوبنا، وانثنت المشاعر مطمئنة في اشرئباب زرع صالح، يرنو إلى نعمة السّماء. 

هذا الزّرع يا صاحب الغبطة ينقّي جذور إيمانه، ويشذّب أغصان تحدّياته، ويغذّيه بسماد الكلمة، بشكل واضح ومستمرّ، راعينا الجليل سيادة المتروبوليت باسيليوس الجزيل الاحترام، ونلتمس من خلال توجيهه، ومن رؤاكم الّتي تثبّت الصّواري في ظلّ اشتداد موج هذا الزّمن العاتي، أن لنا رسالة في الشّرق، لأنّنا فيه وجدنا، وفيه قدّمنا الشّهادة، فيه ولدنا، وفيه جدّدنا الولادة، صيّرنا أرضه سماءنا، ورحابه رجاءنا، ومستمرّون لنبقى ونحيا.

وأضاف، "إن رسالة المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة اليوم، برعاية وتوجيه المتروبوليت باسيليوس، تكمن في أنّها وفيّة أوّلاً للأسس الّتي كرّسها مؤسّسها المثلّث الرّحمات المتروبوليت بولس (بندلي) نفعنا الله بصلواته، فبيادرنا شراكة تجمع القمح الصّالح من كلّ البساتين، وقلوبنا مشرّعة لكلّ النّاس، وقيم الحقّ أمانة في أعناقنا إلى يوم القيامة، هذا هو سعينا، وهذا هو مرادنا، وإن كانت التّحدّيات اليوم أعتى، فهمّة سيّدنا باسيليوس صخر تتلاشى الأمواج بارتطامها به، فصيف السّلام آت لا محال"

وتابع، قدرنا أن ننتصر على ألم انسلاخ بلداننا عن السّلام المرتجى، كما انتصرت أنطاكيّة في تاريخها، على الاضطهاد، على الهرطقات، على المؤامرات الدّاخليّة والخارجيّة. قدرنا أن نصرخ اليوم في وجه عالم يدّعي العدالة، أن ارفعوا الظّلم والقهر والاستغلال عن شعوبنا، دعوا هذا الشّعب يعيش، كما يريد.

وتساءل أين مطرانا حلب الّلذان حملا على منكبيهما جراح خرافنا الضّالة، فنالت يد الغدر منهما وسط سكوت دوليّ مخيف، ووسط تعتيم غريب على مصيريهما؟ 

سيّدي البطريرك، عهد علينا أن نبقى في هذا السّعي، لتبقى شعلة الأرثوذكسيّة شاهدة للمحبّة الأولى.

أما غبطة البطريرك يوحنا فرد بكلمة جوابية شاكرا وقائلًا:

"إنها شهادة حق للمتروبوليت باسيليوس (منصور) راعي هذه الابرشية المحروسة بالله وللأستاذ نضال طعمة مدير المدرسة، وتحية من القلب لكل ما عاينت وشهدت، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على الجهد المبذول والعطاء الروحي المعطى بفرح من قبل الجميع وهم اساتذة هذه المدرسة.

وأضاف غبطته، ان سيدنا الراحل بولس (بندلي) المثلث الرحمة الذي كنا مع سيدنا باسيليوس معاونين له في خدمة هذه الابرشية نشهد على عظمة مآثر ما ترك منذ ان أسس المدرسة، واليوم يكمل راعي الابرشية المطران منصور هذه المسيرة، وبصمات نجاحه واضحة وجلية وأننا نقول للجميع تعالوا وانظروا. وأنا فخور جدا بهذا الصرح التربوي بكل ما في الكلمة من معنى بحيث أنكم تغذون ليس العقل فقط بل النفس والروح، فخورون بكم وهذا الامر ليس بجديد علينا فنحن واكبنا المدرسة منذ نشاتها وها هي اليوم بهمتكم وبتعبكم جميعا صرحا تربويا متألقًا.

وتابع غبطته، بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تحيط بنا وحرب الفكر التي نواجهها على أكثر من صعيد، إلا أن دوركم هو أن تقدموا في مواجهة ما يقدم من فساد وتعملون لكل صلاح ولكل مفهوم حقيقي لمعنى حياة الانسان. 

ونحن مدعوون في انطاكية، لبنان وسوريا فلسطين وفي كل مكان للسير إلى الأمام نحو النور الالهي مهما قاست وجارت الايام وسنبقى في ارضنا ثابتين بايماننا وفي عملنا وفي عائلاتنا وهذا ما انتم تقومون به". 

كما عرج غبطته على موضوع التنمية في عكار داعيا إلى تعزيز روح العيش الواحد وتكريس اللحمة الوطنية بين ابناء هذه المحافظة العزيزة، فاستمروا بثباتكم وبعيشكم الواحد المشترك وبعطائكم المحروس بالله. 

بعد ذلك، تسلم غبطته من المطران منصور والنائب نضال طعمة هدية تذكارية عبارة عن دعاء من أساتذة المدرسة منسوج بأدعية وصلوات راهبات دير مار يعقوب. 

كما تسلم الوفد المرافق هدايا تذكارية من المدرسة.

وبدوره، قدم البطريرك يوحنا أيقونة العذراء للنائب نضال طعمة هدية للمدرسة وكتاب لغبطته صادر عن جامعة البلمند مثنيًا على مسيرته، وأيقونة العذراء كهدية شخصية عربون محبة وتقدير للنائب السابق نضال طعمة، ووزع هدايا رمزية على أساتذة المدرسة وطلابها. 

وعلى خط مواز، استقبل غبطة البطريرك يوحنا العاشر، والمتروبوليت باسيليوس منصور المؤمنين في مقر الأبرشية في بينو، من ابناء المنطقة وفعالياتها.

وقد قام وفد من مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني برئاسة مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الدكتور اسعد السحمراني، الذ ي شكر البطريرك على زيارته لبلدة الدورة، وكانت مناسبة لبحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وتأكيد على ضرورة التمسك بالوحدة لمواجهة التحديات الراهنة. 

وتحدث الدكتور السحمراني بكلمة توجه فيها إلى البطريرك يوحنا معتبرًا انه "في عكار وغير عكار، بما تمثلون من موقع عربي ووطني وكنسي، مع صاحب السيادة المتروبوليت منصور، تتجاوزون باهتمامكم، رعاياكم وكنائسكم، من أجل ان تحيط الوطن بكل مكوناته، ونرى ان هذا هو الرصيد ألأساسي في وطننا وامتنا العربية". 

وقدم السحمراني للبطريرك يوحنا مجموعة من مؤلفاته ومنشوراته. 

ورد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة قال فيها:

"نحن في هذا البلد، مسلمين ومسيحيين، علينا ان نكون متيقظين، لأنه في الحقيقة هناك شيئا يرسم لنا، هنا وهناك، ومن هنا ندعو شعبنا لأن يكون واعيًا كثيرًا، وان نبقى متحدين حتى نتمكن من الوقوف أمام هذا البحر الهائج الذي يأكل الأخضر واليابس". 

وأكّد غبطته الصمود في لبنان وسوريا وفلسطين، من خلال التمسك بوحدتنا في وجه كل التحديات وهي كثيرة وكثيرة وكثيرة". 

كما استقبل البطريرك يوحنا أيضًا وفدًا مشتركًا من لجنة مطبخ يوحنا الرحوم التابع لرعية رحبة وجماعة النور المقدس في منيارة، ووفدًا آخر من المدرسة التكميلية في بينو ضم المدير رياض نادر واساتذة، اضافة إلى الشاعر سليمان يوسف المرعبي الذي قدّم قصيدة للبطريرك يوحنا العاشر سطرت المحبة والاحترام والتقدير لثالث عشر الرسل القديسين الأطهار غبطة البطريرك يوحنا العاشر.