البطريرك يوحنا العاشر يقيم صلاة الراقدين لراحة…



2014-03-30

أقيم صباح اليوم وفي دير سيدة البلمند قداسٌ إلهي وصلاة تريصاجيون (من أجل الراقدين) لراحة نفس المتروبوليت فيليبس راعي أبرشية نيويورك وكل أمريكا الشمالية.

وببركة وحضور غبطة البطريرك يوحنا العاشر، ترأس سيادة الأسقف غطاس هزيم، رئيس دير سيدة البلمند، القداس الإلهي يعاونه الآباء الكهنة والشمامسة.

وخلال القداس، ترأس غبطة البطريرك صلاة التريصاجيون لراحة نفس المطران فيليبس.

ومن البلمند أرسل البطريرك يوحنا التعازي القلبية للمؤمنين في أبرشية أمريكا الشمالية التي ودعت البارحة وبقداسٍ وجنازٍ مهيب وحضورٍ رسميٍّ دينيٍّ وشعبيٍّ من الوطن وبلدان الانتشار الأنطاكي المتروبوليت فيليبس صليبا. وفي ختام هذه الصلاة كانت لغبطته الكلمة التاليّة:

أيها الأحبة،

أبناءنا الأعزاء في أبرشية نيويورك وسائر أمريكا الشمالية،

ومن بعد ما يقارب نصف قرنٍ، ترجل الفارس (كما يقول اسمه) وغادرنا للقيا الحبيب الباقي. ترجل فيليبس صليبا وغادرنا أرضياً لكنه بصلواته لن ينسانا. قلب فيليبس صليبا يخفق ومن بعد موته صلاةً من أجل الكنيسة الأنطاكية في الوطن ومن أجل أغصانها النديّة في دنيا الانتشار والتي تتقوى بصلابة الجذع الأنطاكي وتزهر وتنمو لمجد الله.

يغادرنا اليوم ابن المتن في لبنان وتلميذ مدرسة الطائفة في حمص وابن الآسية في دمشق وربيب دير البلمند وملاك أبرشية نيويورك وسائر أمريكا. تغادرنا اليوم نفحةٌ حلوةٌ من تاريخ وجغرافية أنطاكية، نفحةٌ من أرز لبنان، أحبته بكل ناسه الطيبين ولفحت بحبها ياسمين دمشق وأحياء حمص القديمة وإنسان سوريا الطيب، نفحةٌ أصيلةٌ جابت أصقاع الأرض وانتقت وارتشفت منها، تماماً كنحلة باسيليوس الكبير، رحيقاً لذيذ العرف واستقرت في نيويورك وفيها سكبت رحيقها مَحبّةً لكل الناس ومنها شعت تفانياً وخدمةً في أمريكا وعشقاً للديار الأم. image (3)

نحن لا نتقن فن الرثاء ولسنا بأولئك الذين يرثون راقديهم. نحن نتقن خصلة العرفان بالجميل. والعرفان بالجميل لا يزكي أحداً أمام الرب بقدر ما يولد فينا روح خدمةٍ واقتداءٍ في الخدمة. نحن في أنطاكية الأرثوذكسية نجلّ هذا الرجل ونحترمه، وهو الذي "شتل" أنطاكية في قلب أمريكا صروحاً واستمرارية عطاء. اختارته العناية الإلهية أواسط ستينيات القرن الماضي ليرعى أحبتنا في أبرشية أمريكا. وانتدبته بوضع يد البطريرك ثيودوسيوس والمطارنة ليكون سفيراً لمحبة أنطاكية لأبنائها في أمريكا. وفي أمريكا، استلم المتروبوليت الشاب وقتها الكرمة الأنطاكية التي سلمتها مشيئة الروح القدس لأسلافه من أمثال روفائيل هواويني وأنطونيوس بشير، فسقاها بدمه وعرقه لفترةٍ قاربت نصف قرن. فتابع مسيرة أسلافه ورد الوزنة وزناتٍ مفتقداً الرعية ومضاعفاً الرعايا إلى خمسة أضعاف. وعرف بتبصره سنة 1975 أن يوحّد الأبرشية في أمريكا ويجمع الكل إلى واحدٍ تحت مظلة الكنيسة المقدسة. لقد ضاعفتَ يا سيدَنا الوزنة وأنميتها رعايا ومراكزَ وقريةً أنطاكيةً، تذكر الغصن الندي، الأبرشية في أمريكا، بالجذع الضارب في التاريخ، الكنيسةِ الأنطاكية. وزرعت في قلوب أبنائك حب الكنيسة وعشق الوطن الأم والمضيف وكل هذا يدنيك إلى العرش السماوي ولسان حالك قول المزمور "ها أنا ذا والأبناءَ الذين أعطانيهم الله" فكن معهم يا إلهي، قوهم وعزهم، إذ أنت دوماً معهم.

>> الكلمة بالكامل