بطريرك الصرب في دير سيّدة البلمند‎



2019-06-05

دير سيدة البلمند البطريركي يبتهج ويفرح، إذ فيه حلت بركة صاحب القداسة إيريناوس بطريرك الصرب.

قداسته يؤكد في صلاة الشكر: "تحلوا بروح المسامحة وعيشوا كلمة الرب وحافظوا على رسالة المحبة".

٥ حزيران ٢٠١٩
ليا عادل- البلمند

وجهان سلاميان اسكبا على التلة البلمندية النعم الإلهية بحضورهما الأبوي المحب والمبارك، وغمرا المؤمنين بروح المحبة وقوة الإيمان للحاضر والمستقبل. عنينا بهما صاحب القداسة إيريناوس بطريرك الصرب، وصاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيلي الاحترام.

على وقع قرع أجراس كنيسة دير سيدة البلمند البطريركي، حملة الأعلام الكنسية واللافتات المرحبة والمهللة للآتي باسم الرب، وعزف فرق الكشافة، استقبل رئيس دير سيدة البلمند البطريركي قدس الأرشمندريت رومانوس الحناة، وآباء الدير وكهنة بعض الأبرشيات المحيطة به، صاحبي القداسة والغبطة، والوفدين المرافقين من كلا الكنيستين المقدستين، بحضور الشعب المؤمن الذي قدم من مختلف القرى المجاورة للمشاركة في هذا الحدث الكبير.

على وقع إنشاد طروبارية القيامة، دخل صاحبا القداسة البطريرك إيريناوس والغبطة البطريرك يوحنا العاشر إلى كنيسة الدير، وأقاما صلاة الشكر بحضور سعادة النائب السيد جورج عطالله، رئيس جامعة البلمند، حضرة د. الياس الوراق، سغادة الوزير الأسبق، السيد نقولا التويني، سعادة سفير صربيا في لبنان، السيد إمير ألفيك، وجمهور من المؤمنين.
بعد الصلاة، ألقى رئيس دير سيدة البلمند البطريركي قدس الأرشمندريت رومانوس الحناة كلمة قال فيها: 

"نرحب بكم سيدي صاحب القداسة بطريرك الصرب، والوفد الكريم المرافق لكم، في زيارتكم السلامية إلى بطريركية أنطاكية. ونشكر أبانا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر راعينا الذي أكرم دير سيدة البلمند ضمن برنامج هذه الزيارة التاريخية الى لبنان، فنمتلىء بركة، خاصة انها الزيارة الأولى منذ قرون، التي يزور فيها هذه البلاد الطيبة، بطريرك كنيسة الشهداء، بطريرك كنيسة صربيا".

وأضاف: "كنيستان شاهدتان للسيد القائم تتعانقان بلقاء رمزيها لقاء محبة لا ينتهي، مذ حللتم في الدار البطريركية - الكاتدرائية المريمية في دمشق - ليتقارب التاريخ والمستقبل، فإذ بنا نحيا زمنا قياميا. اليوم هنا، أية بركة يغدق الله بها علينا، إذ بحضور شخصكم تبارك دير سيدة البلمند القائم على هذا الجبل منذ ألف عام، ومعه كل المؤسسات المنتشرة على أرضه، الجامعة ومعهد القديس يوحنا الدمشقي للاهوت وثانوية البلمند بفرعيها وقريبا المستشفى، المستظلة بشفاعات الكلية القداسة الحامية له".

وتابع: "يا سيدي، فرحنا عظيم، لأننا في وجهكم نرى سلاما لكل الأرثوذكسية وللجميع، كيف لا، وأنتم تحملون اسم القديس العظيم إيريناوس. لنا رجاء أن تنقلوا محبتنا إلى كل أديار كنيسة صربيا المقدسة وشعبها، وأن تحملوا لبنان، الأرز المبارك، في أدعيتكم. اذكروا يا سيدي المخطوفين، وعلى رأسهم مطراني حلب يوحنا (إبراهيم) وبولس (يازجي)، الذي خدم كرئيس لهذا الدير العريق وكعميد لمعهد اللاهوت".

ختم قائلا: "صاحب القداسة، نقدم لكم عربون فرح وحبور بهذه الزيارة المباركة أيقونة سيدة البلمند إمنا، سائلين شفاعاتها أن ترافق خطاكم".

رد قداسته قائلا:

"أشكر والدة الإله، كما نشكر ربنا يسوع المسيح، الذي دلنا على هذا المكان وأدرجه ضمن زيارتنا. هذا الدير هو فخر لكل العالم الأرثوذكسي، فهو ممتلئ بالنعم والبركات الروحية التي نأخذها من أيقونات هذا الدير الشريف. نحن سمعنا عن هذا المكان، لكننا اليوم رأينا الحياة الروحية والعتاقة التاريخية".

تابع قائلا: " هذا المكان المقدس هو من عمل القديسين، ونحن نفتخر بأننا قمنا بزيارة الأماكن والأديرة التي خطها بولس الرسول، والتي بقيت أهميتها التاريخية قائمة حتى يومنا هذا. في هذه الأيام الصعبة، التي نمر بها، علينا أن نعي تماما أهمية هذه الأماكن الروحية، إذ فيها نعيش كلمة الرب في حياتنا. بالتالي، زاد فخرنا، عندما علمنا بأن ثمة جامعة ومعهد لاهوت إلى جانب هذا الدير الشريف. إننا نرفع صلاتنا من أجل كل الأسرة العاملة في هذه الصروح التربوية".

أضاف: "نحن ٱتينا من بلد مر بصعوبات، مر شعبه بٱلام وجروحات كبيرة، مثل ما عانى الشعب في لبنان وسورية عموما، وفي كنيسة أنطاكية خصوصا، من أحداث وٱلام. إن زيارتنا السلامية، التي قد بدأناها من دمشق، جعلتنا نعيش في حالة من التأثر العميق، لأن هذه الأخيرة ذكرتنا بٱلامنا وجروحاتنا. لذا، ما يجمع كنيستينا هم الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل إيمانهم. لكن الرب لن يتركنا وسيساعدنا على حمل صليب الٱلام الذي هو بالنسبة إلينا صليب المجد".

وختم: "نصلي من أجل أن يعم السلام في لبنان وسوريا وسائر المنطقة. يتحمل معنا رسالة المحبة التي استلمناها من قلوبكم، وكم أحوجنا إلى المحبة في هذا العصر. عليكم أن تنظروا دائما إلى الرب، وتتحلوا بروح المسامحة. كما أود أن أتوجه إلى أخوتنا المسلمين بأحر التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد".

وقدم قداسته لرئيس الدير أيقونة والدة الإله حامية البطريركية الصربية.
ثم انتقل الجميع الى صالون الدير، والتمس الشعب المؤمن بركته الأبوية.

بعد ذلك، تفقد قداسته، برفقة أخيه صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، ثانوية سيدة البلمند. كان في استقبالهم مدير الثانوية الأستاذ عطا موسى، والأساتذة والطلاب مهللين مرحبين بالضيف الكبير على أرض البلمند.