البطريرك يوحنا العاشر يتفقّد رعيّة رقاد السيّدة…



2018-09-12

البطريرك يوحنا العاشر يتفقّد رعيّة رقاد السيّدة في حدث بعلبك، ويزور حوش بردى ومجدلون متفقّدًا رعيّة القدّيس جاورجيوس في طليا، ويطالب مِن هناك بضرورة العمل على إعداد خطّة إنماء وتربيّة. مؤكّدًا "أن أبناء هذه المنطقة ليسوا مِن الأطراف إنّما هم في قلب لبنان".

ليا عادل معماري، زحلة

١٢ أيلول ٢٠١٨

واصل البطريرك يوحنا العاشر زيارته الرعائيّة إلى أبرشيّة زحلة وبعلبك وما يليهما للروم الأرثوذكس مستكملاً جولته الرعويّة في اليوم الخامس عند منطقة حدث بعلبك، يرافقه مطران الأبرشيّة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري)، المطران نيفن صيقلي، والأساقفة لوقا الخوري وثيودور غندور وآباء كهنة وشمامسة.

إذًا، ها هي أرض العطاء والمحبّة وطأها غبطته، وفي حضن العيش الواحد تكلّل عرس الفرح، وها هي حدث بعلبك ترقص طربًا، فنجم المشرق أضاء سماءها إيمانًا وتقوى."

هكذا رحبّت منطقة حدث بعلبك بثالث عشر الرسل القدّيسين الأطهار البطريرك يوحنا العاشر حيث أعد أبناء حدث بعلبك لغبطته استقبالاً يليق بالأب الكبير وراعي الرعاة إذ رفعت صور البطربرك على أشجار الزيتون تأكيدًا على الشموخ والثبات، ناهيك عن الرقص الفلولكلوريّ لحدث بعلبك ترحيبًا وتهليلاً بغبطته.

ترجّل البطريرك يوحنا وسار منذ ساحة البلدة محاطًا بالإكليروس والمؤمنين إلى كنيسة رقاد السيّدة حيث كان في استقباله كاهن الرعيّة الأب غسان بركات وجمهور كبير من المؤمنين.

بعد الاستقبال، أقام البطريرك يوحنا العاشر صلاة الشكر على نيّة أبناء المنطقة مقدّمًا للكنيسة كأسًا مقدّسًا.

بعد ذلك، تلى المطران أنطونيوس (الصوري) كلمة حيّا خلالها أبناء المنطقة مرحّبًا بغبطته على أرض التلاقي والمحبّة.

ثم، أقيم حفل استقبال آخر لغبطته في صالون الرعيّة، وتعاقب على الكلام كلّ من مختار البلدة جرجس معلوف والدكتور عبّاس زعيتر عبّرا عن اعتزازهما بشخص غبطته الذي يحمل أرثًا أنطاكيًّا كبيرًا.

واعتبرا أيضًا أن حدث بعلبك قد تباركت بقدومه لما لهذه الزيارة مِن انعكاسات إيجابيّة تعزّز المحبّة والتآخي بين سائر الديانات والطوائف.

بعد ذلك، قدّم الأب غسان بركات باسم الرعيّة درعًا لغبطته عربون محبّة وتقدير.
بدوره، أكّد البطريرك يوحنا في كلمته "إنّنا عائلة واحدة وأخوة وأبناء الوطن الواحد. ولدينا حضارة مشتركة ومستقبلنا هو مستقبل واحد. وبالتالي علينا أن نتماسك ونتكاتف كي لا نسمح لأحد أن يفرّقنا عن بعضنا البعض.

وأشار غبطته إلى أن حدث بعلبك هي صورة حقيقيّة وشهادة حياة غالية عن المحبّة والإلفة.

بعد ذلك، سلك موكب غبطته الطريق المؤديّة مِن حدث بعلبك إلى حوش بردى حيث أعد له أهالي البلدة استقبالًا شعبًّيا أشبه بعرس أنطاكي حيث بارك غبطته الأرض التي تشاد عليها كنيسة النبي إيليّا للروم الأرثوذكس، ومن ثم زار غبطته كنيسة مار جرجس المارونيّة ومبنى البلدية حيث تليت الكلمات الترحيبيّة بغبطته، والتي عبّرت في مضامينها عن إنتظارات كبيرة يأملها أبناء هذه المنطقة من زيارة غبطته.

بعد ذلك، وصل غبطته إلى بلدة مجدلون حيث أعد له أبناء كنيسة النبي إيليّا للروم الملكيين الكاثوليك استقبالاً شعبيًّا يليق بمقامه، فاستقبلوه بالصلوات والتهليل والترحاب وبالكلمات المعبّرة عن المحبّة والوحدة والأخوّة.

ومِن مجدلون، سلك موكب البطريرك يوحنا الطريق المؤديّة إلى طليا، حيث كان في استقباله في ساحة البلدة كاهن رعيّة القدّيس جاورجيوس للروم الأرثوذكس الأب يوسف المر وأبناء البلدة وذلك على وقع قرع الأجراس والرقص التراثي البعلبكيّ وإنشاد التراتيل.

بعد الاستقبال، دخل غبطته إلى الكنيسة وأقام صلاة الشكر بحضور الوفد المرافق والمطران حنا رحمة، رئيس بلدية طليا السيد طوني أبو حيدر وفعاليات البلدة ومؤمنين مقدّمًا للكنيسة كأسًا مقدّسًا وصينية.

بعد الصلاة، تلى المطران أنطونيوس (الصوري) كلمة أكّد فيها أن البقاع يرتدي اليوم حلّة الفرح والأمل والسلام مع قدوم غبطته.

أعقبتها كلمة لرئيس البلديّة طوني أبو حيدر استهلّها بأبيات شعريّة نابعة مِن قلبه، ومعبّرة عن فرح الأبرشيّة لقدوم غبطته مقلّدًا البطريرك يوحنا العاشر مفتاح المدينة.

ثم كانت كلمة لكاهن الرعيّة الأب يوسف تحدّث فيها عن تاريخ الكنيسة والمحطّات التي مرّت بها.

مقابل ذلك، رد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة مؤثّرة قال فيها:

"أنتم في كلماتكم قد تحدّثتم عن طليا البلدة المفعمة بالمحبّة والسلام والتعايش، تحدّثتم عن العنفوان والصمود حيث لم تستطع التحدّيات زعزتهما، ومِن هنا دعوني أقول لكم أنتم لستم مِن الأطراف، أنتم مِن قلب لبنان، ومِن حقكم أن تستحصلوا على حقوقكم ومقوّمات العيش الكريم، وبالتالي فإن هذه المنطقة تحتاج إلى خطّة إنماء وتربية.

ومِن هنا أدعوكم إلى التمسك بهذه الأرض ولنحب بلدنا ونتاشد جميعنا المسؤولين بالعمل على الإسراع في ولادة الحكومة كي تؤْمن العيش الكريم لأبناء هذا البلد، وتكون قادرة على مواجهة التحدّيّات."

وفي الختام، التمس الشعب المؤمن بركة البطريرك يوحنا العاشر الأبويّة.