البطريرك يوحنا العاشر من موسكو يؤكّد أن" ليل…



2017-12-02

 

الكنيسة الروسّية الأرثوذكسيّة تحتفل بالذكرى المئويّة الأولى لمجمع موسكو المحليّ الذي أعاد منصب البطريرك إلى الكنيسة الروسيّة.

والبطريرك يوحنا العاشر من موسكو يؤكّد أن" ليل الكنيسة الأنطاكيّة قد بدأ بخطف المطرانين بولس ويوحنا إلّا أن صوت الكنيسة الأنطاكيّة ما زال يدوي مطالبًا بالعدل والسلام والكرامة".

بدعوة من بطريركية موسكو وسائر روسيّا، غادر البطريرك يوحنا العاشر مطار بيروت الدولي متوجها إلى العاصمة الروسيّة موسكو على رأس وفد كنسي وعلماني ضم كلّ من مطران استراليا ونيوزيلندا والفليبين، المتروبوليت باسيليوس قدسيّة، الوزير والسفير السوري الأسبق لدى روسيا، والأستاذ في جامعة دمشق الدكتور حسان ريشه، نائب رئيس جامعة البلمند للشؤون الأكاديميّة الدكتور جورج نحاس وشمامسة والإعلام البطريركي.

كان في وادعه بصالون الشرف في مطار بيروت الدولي وزير مكافحة الفساد نقولا التويني ممثلاً رئيس الجمهورية اللبنانيّة العماد ميشال عون، رئيس دير مار الياس شويا البطريركيّ الأسقف قسطنطين كيال، رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ الأرشمندريت رومانوس الحناة.

وفي مطار موسكو الدولي كان في استقبال غبطته والوفد المرافق المطران فيومان ممثلاً بطريرك موسكو وسائر روسيّا كيريل، المعتمد البطريركيّ لكنيسة أنطاكيّة في روسيّا المتروبوليت نيفن صيقلي، معتمد الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة لدى الكنيسة الأنطاكيّة الأب هيغومان ارساني سكولوف، السفير السوري لدى روسيا رياض حداد وكهنة من الكرسي البطريركي الروسي.

وبعد الاستقبال في صالون الشرف في مطار موسكو الدولي، توجّه غبطته والوفد المرافق إلى كاتدرائيّة المسيح المخلّص للمشاركة في حفل اليوبيل المئويّ لإعادة منصب البطريرك إلى الكنيسة الروسيّة أي منذ العام ١٩١٧م.
إشارة إلى أن زيارة غبطته لموسكو ستستمر لغاية الثامن من الشهر الحالي.

الاحتفال:

وسط حضور أرثوذكسيّ عالميّ كبير، وبدعوة من بطريركيّة موسكو وسائر روسيّا، احتفلت الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة بالذكرى المئويّة الأولى لمجمع موسكو المحليّ الذي أعاد منصب البطريرك إلى الكنيسة وأطلق مجددًا المجمعيّة في هذه الكنيسة بعد انقطاع استمر لثلاثة قرون.

الاحتفال الكبير الذي يشبه اللؤلؤة الأرثوذكسيّة، أقيم في قاعة الاجتماعات في كاتدرائيّة المسيح المخلّص في العاصمة موسكو.

بطاركة من سائر البطريركيّات الأرثوذكسيّة وفدوا برفقة لفيف من المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة والعلمانيين ليستذكروا سويّة المحطّات التاريخيّة التي شهدتها روسيّا من جهة، وليظهروا حضورهم الأرثوذكسيّ الكبير والفعّال وسط تحديّات الأزمنة من جهّة ثانيّة.

وأكّدوا في الكلمات التي تُليت أن”استعادة منصب البطريرك إلى موسكو قد شكّل ضمانة واضحة للشعب الروسي وللكنيسة التي قدّمت العديد من الشهداء“.

استهل حفل اليوبيل المئوي بالصلاة، تلاها كلمة الافتتاح القاها البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيّا شكر فيها أصحاب الغبطة البطاركة والوفود الكنسيّة على مشاركتهم وحضورهم، الذي يضفي أمل كبير ورجاء على الكنيسة الأرثوذكسيّة جمعاء.

بعد ذلك، تعاقب البطاركة الأرثوذكس جميعهم على الكلام منوّهين بالعلاقات التاريخيّة والمتينة التي تربط بطريركياّتهم بالكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة.

أمّا كلمة البطريرك يوحنا العاشر فقد لامست الوجع الأنطاكي في مضامينها حينما قال:

" لقد بدأ ليل الكنيسة الأنطاكيّة بخطف مطراني حلب بولس ويوحنا كما بدأ ليل الكنيسة الروسيّة باغتيال المتقدّم في الكهنة يوحنا (خوشروف)، وقد ظن الخاطفون أنّهم بخطف هذا المطران يرهبون الكنيسة ويخطفون صوتها. الّا أن صوت الكنيسة الأنطاكيّة صوت الحق ما زال يدوي مطالبًا بالعدل والسلام والكرامة للشعب السوري.”

كما ثمّن البطريرك يوحنّا الدور الذي اطلّعت به الكنيسة الروسيّة ووقوفها إلى جانب الكنيسة الأنطاكيّة بمواقفها بخصوص الأزمة السوريّة ومساعيها الحثيثة ومساعداتها الانسانيّة، والتي جاءت استمرارا وتتوّيجًا لتاريخيّة وأصالة العلاقة الروسيّة الأنطاكيّة.

وفي السياق عينه، نوّه غبطته بالجهود الروسيّة للقضاء على الإرهاب ولدفع مسيرة السلام في سوريا والحفاظ على استقرار لبنان.

وتوجّه غبطته إلى البطريرك كيريل بالقول:

" لا شيء يضاهي فرح أنطاكيّة اليوم فيما هي تشارك في هذا الاحتفال البهيّ الذي أسس له الشهداء والمعترفون الذين شاركوا في مجمع موسكو المحلي العام ١٩١٧م والذي تبقى أعماله ذخرًا للأرثوذكسيّة الجامعة.

وفي الختام، رفع غبطته الصلاة من أجل ان تتمكّن الكنيسة الارثوذكسيّة معًا من مواجهة التحدّيات الجديدة التي تعيشها الكنائس الأرثوذكسيّة وتلك التي تطرحها الحياة المعاصرة على مجتمعاتنا بقلب واحد وعزم واحد."