حتّى نكونَ مع الرّبِّ يسوعَ المسيحِ الّذي تألّـمَ…



2013-04-28

 عظة صاحب الغبطة يوحنا العاشر في صلاة الختن الأُولى - البلمند


11أيّها الأحبّاء، إنَّ الكلامَ لا يستطيعُ أن يُعطيَ صلاة الختن، وَكُلَّ صَلَواتِ الأسبوع العظيم، حقَّها. فرحمةُ رَبِّنا وَصَلاتُنا هي أَكبرُ كلامٍ، وَتَـحملُ أعمقَ المعاني، إذْ تُكَلِّمُنا وَتُعَلِّمُناالكثيرَ مِنَ الأُمور.


لقد أقَمْنا اليومَ صلاةَ الخَتَنِ الأُولى، وسَنُكَرِّرُها في اليومَينِ المقبلَين.

في صلاة الختن نَضعُ أيقونةَ الرّبِّ يسوعَ الموضوعِ في القَبر، وننشدُ هذه التّرتيلة: "ها هوذا الختنُ يأتي في نصف الليل، فطُوبى للعبدِ الّذي يَـجِدُه مستيقظًا...".

فالحديثُ هنا عن اليقظةِ وَالاِستعدادِ الدّائم في كل الاوقات، وهذا الموضوع يمكن أن نتكلّمَ عنه كثيرًا. لكن، ما أريدُ ذِكرَهُ هو أنّ التّراتيلَ الّتي سمعناها تشرحُ مِن تلقاءِ نفسِها كيف يكون المرءُ يَقِظاً، ويكونُ واعياً داخليّاً، أي كيف يسيطر على كُلِّ مَشاعرِهِ وأعصابِهِ بشكلٍ دائم.

كيف يتمّ هذا؟

قد رتّلنا في صلاتِنا اليومَ: "إنّ الرّبَّ لَمّا كان آتياً إلى الآلام الطوعيّة، قال لِلرُّسُلِ في الطّريق: ها نحن صاعِدُونَ إلى أورشليم، وسَيُسلَمُ ابنُ البَشَر حَسْبَما كُتِبَ عنه.

فَهَلُمّوا إذاً معنا يا إخوة لِنَصْحَبْهُ بِضَمائرَ نقيّة، وَنُصلَبْ معَه وَنَـمُتْ مِن أَجلِهِ بِلَذّاتِ العُمر، لِكَي نَعيشَ مَعَهُ ونَسْمَعَهُ قائلاً: لستُ صاعداً إلى أورشليمَ الأرضيّةِ لكي أتألّـم، بل إلى أبي وأبيكم وإلـهي وإلـهكم، وأرفعَكم معي إلى أورشليمَ العُلويّة في ملكوت السماوات".

هذه الترتيلةُ هي أهمُّ عِظَةٍ وأَهَمُّ كلامٍ يُـمكن أن يُقالَ اليوم. فإماتةُ أهواءِ العُمرِ ولَذّاتِه، وصَلْبُنا أنفُسَنا مع السّيّد، وعَيشُنا معه، هي الّتي تُعطينا اليقظةَ والوَعيَ والسَّهرَ الدّائمَ الّذي يِـمتلكُه الإنسان.

في القدّاسِ الإلـهيّ، ومباشرةً بعد تقديـمِ القرابينِ وَاستِدعاءِ الرُّوحِ القُدُسِ لِيَجعلَ مِن الخُبزِ جَسدَ الرّبِّ يسوعَ المسيح وَمِنَ الخَمرِ دَمَهُ الكريـم، يقولُ الكاهن: لِكَي يَكونا لِلمُتَناوِلِينَ لِنَباهَةِ النَّفس، أَيْ لِلصَّحْوِ وَاليَقَظَة. وهذا أيضا هو الكلام الذي سمعناه اليوم في صلاتنا.

إن شاءَ الله في هذا الأسبوع العظيم نَعِي اليقظة، ونكونُ في حالةِ السَّهَرِ والوَعْيِ الدّاخِلِيِّ الدّائم، حتّى نكونَ مع الرّبِّ يسوعَ المسيحِ الّذي تألّـمَ وماتَ بالجسدِ مِن أجلِنا، لِيُقِيمَنا مِن بين الأموات.

آمين.

07