جوقة القدّيس اغناطيوس الانطاكي” ترتل من أجل…



2015-11-16

من دمشق منبع الحضارات ومدينة القديس بولس وضبوا حقائبهم وحملوا السلام في قلوبهم وفي أعينهم اصرار على إيصال رسالتهم في حب الوطن إلى العالم وذلك ضمن مشاركتهم في مهرجان أيام ستراسبورغ الروحية أنهم أعضاء جوقة القديس اغناطيوس الانطاكي التابعة لكنيسة المريمية.

على مدى أيام المهرجان السبعة التي انتهت في الحادي عشر من الشهر الجاري وشاركت فيها فرق من 12 دولة رنم الـ 20 عضوا من أعضاء الجوقة المريمية بأصواتهم الشذية التراتيل الدينية من أجل ان يحل السلام في سورية إضافة إلى الأناشيد الوطنية رافعين العلم السوري الذي رفرف عاليا.

وحول مشاركتهم قال الياس زيات قائد جوقة القدّيس اغناطيوس لنشرة سانا سياحة ومجتمع “بدأت التدريبات للمشاركة في مهرجان أيام ستراسبورغ الروحية منذ ثلاثة أشهر تقريبًا وكانت النتيجة مبهرة تجلت بالحضور الكبير الذي رافق كلّ حفلات الجوقة إلى حد زال معه تعب التدريبات وعناء السفر والمشاركة” مشيرًا إلى أن “المشاركة كانت من خلال تراتيل دينية انشدت بثلاثة لغات العربية واليونانية والفرنسية اضافة الى الاغاني الوطنية مثل بكتب اسمك يا بلادي واغنية المبدع زكي ناصيف “مهما يتجرح بلدنا” وكانت التراتيل والاناشيد التي رتلت بالعربية مترجمة الى الفرنسية على شاشة عرض لينسجم الناس معنا ويفهموا ما نقوله”.

وأوضح زيات أن الجوقة شاركت في ثلاث أمسيات ضمن أيام مهرجان ستراسبورغ الأولى في كنيسة القدّيس توما والثانية في كنيسة القدّيس بيير الاثرية، أمّا الختامية فكانت على مسرح المعهد العالي للموسيقى وكان لها الصدى الأكبر حيث غصّت القاعة بالناس وبأصوات التصفيق الممزوج بالدموع في حين كانت الحفلة الرابعة في مدينة فيسنبورغ وهي عبارة عن دعوة خاصة من قبل المغترب السوري الدكتور عصام شريفي .

وأضاف زيات أن الجوقة هي الفرقة الوحيدة من المشاركين التي كانت تؤدي الترتيل البيزنطي المشرقي لافتًا إلى أن “هذا النوع من الترتيل يشبه غناء الملائكة كونه يؤدي من دون آلات موسيقية”.

بدوره قال حسان طلب أحد أعضاء الجوقة “إن المرتلين أرادوا ان ينقلوا الى الجموع الذين توافدوا لمشاهدة الجوقة رسالة فيها نفحات من القداسة وشذى الياسمين المختلط بالأصالة والحضارة من ربوع سورية الحبيبة ودمشق مدينة القدّيس بولس تحديدا الى فرنسا والعالم بأسره”.

وتابع طلب “نحن سوريون مسيحيون مشرقيون واصيلون نحب بلدنا ونعشق ياسمينه وترابه.. نحب السلام لنا و للعالم ونحترم الاخر بغض النظر عن انتمائه لأنّه شريكنا بالوطن ومحبته”.

ويقول طلب “ليس أجمل من أن يزين العلم السوري الاعناق ويرفرف في مدينة فيسنبورغ، لكن المشهد الأكثر تأثيرًا كان رفع الفرنسيين للعلم الأغلى والغناء معنا بكتب اسمك يا بلادي عالشمس ياللي ما بتغيب”.

وتابع طلب رغم أن الناس لم يفهموا كلمات الأغنية ألا انهم شعروا بالحب الذي نحمله في احاسيسنا وانسجموا معنا وتأثروا كما قالت لي امرأة كبيرة في السن مع زوجها تقدمت لتهنئتنا بعد الحفل، وعندما قدم لها أحد اعضاء الجوقة العلم السوري ووضعه على عنقها عانقت بشدة الشخص الذي قدم لها العلم وبكت من شدة تأثرها قائلة سأحتفظ به كأجمل هدية تلقيتها في عمري.

من جهته قال غسان طلب أحد أعضاء الجوقة “إن العديد من الفرنسيين الذين حضروا حفلات الفرقة عبروا عن تضامنهم مع سورية التي تواجه الإرهاب نيابة عن العالم”.

ونقل غسان عن أحد الحضور الفرنسي قوله للفرقة “بترتيلكم اليوم لمستم ارواحنا وغيرتم اشياء كثيرة فقد اخذتمونا برحلة روحيّة شكرا لكم ولسورية” وشاركه جريس سمعان الرأي قائلا من “خلال احتكاكي مع عدد كبير من الفرنسيين الذين حضروا الأمسيات لاحظت تأثرهم بحفلاتنا ومحبتهم لسورية”.

بدورها قالت نيللي خياطة عضو من أعضاء الفرقة إن المشاركة جاءت من قلوب عشقت سورية وارادت ان تشهد لحبها بحناجرها وذلك المزيج بين الأناشيد الدينية والروحانيات التي تجسدها والحماسة الوطنية الكائنة بالأناشيد دفعت الناس للحضور.

من جهته قال المغترب شريفي إن السوريين يرتلون ويغنون المحبة والسلام اينما وجدوا وهم نموذج عن التآخي الديني والتآلف بين الحضارات.

وقامت جوقة القدّيس اغناطيوس الانطاكي على هامش الحفلات بمشاركة الوفد التونسي والمغربي في ترتيل اناشيد دينية من وحي شهر رمضان المبارك وكان لهذا الانسجام والتآخي الديني صدى كبير اذهل الحضور.

مي عثمان
ستراسبورغ- سانا