معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي
نبذة تاريخيّة
يرتبط اسم معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي بدير رقاد السيدة العذراء الشهير في البلمند، إذ يشكل المعهد تتويجاً فريداً لمحاولات التثقيف الديني التي عرفها الدير، منذ أن أسّس الارشمندريت أثناسيوس قصير الدمشقي أوّل مدرسة إكليريكية في الدير عام 1832 في عهد البطريرك الانطاكي مثوديوس، تجاوباً مع حاجة الكرسي الانطاكي لإعداد خدّام لمذبح الرب. لكن هذه المدرسة ما لبثت أن أقفلت أبوابها عام 1840. وقد درّست خلال هذه السنين السبع: العربية واليونانية والموسيقى الكنسية والعقائد والسلوكيات. ثم عادت المدرسة لتظهر من جديد بعد انتخاب ملاتيوس الثاني(الدوماني) بطريركاً على انطاكية. وقد أوكل هذا الأخير الإشراف على المدرسة إلى مطران طرابلس غريغوريوس (حداد) الذي أصبح فيما بعد البطريرك غريغوريوس الثاني. وقد تولّى إدارتها الأستاذ غطاس قندلفت بينما علّم فيها أساتذة كبار مشهود لهم بالعلم والتقوى، أهمّهم: جرجس همّام ونجيب مشرق وجرجي شاهين عطية وضاهر خيرالله. وقد درّست في هذه الفترة: العربية واليونانية والروسية والتركية والرياضيات والجغرافية والتاريخ والطبيعيات وتفسير الكتاب المقدس والوعظ والموسيقى الكنسية والخطابة.
معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي | |
العميد |
قدس الأرشمندريت الدكتور يعقوب خليل المحترم |
العنوان البريديّ |
معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ، ص.ب. 100 طرابلس - لبنان |
الهاتف |
930305 6 00961 |
الفاكس |
930304 6 00961 |
البريد الإلكترونيّ |
theology@balamand.edu.lb |
الموقع الإلكترونيّ |
theology.balamand.edu.lb |
أقفلت المدرسة أبوابها عند اشتعال الحرب العالمية الأولى عام 1914، وتابعت نشاطها بشكل ضئيل ما بين الحربين إلى زمن انتخاب الكسندروس الثالث (طحان) بطريركاً الذي عني بتجديدها. في عام 1962عهد البطريرك ثيودوسيوس السادس (أبو رجيلي) إلى سيادة الأسقف اغناطيوس (هزيم) غبطة البطريرك الحالي بإدارتها، فارتفع المستوى العلمي فيها وتضاعف عدد طلابها الذين باتوا يحرزون شهادة البكالوريا اللبنانية – القسم الثاني.
في هذا الوقت برزت الحاجة إلى معهد لاهوتي على مستوى جامعي من أجل إعداد كهنة ومعلمين ومسؤولين عن التربية الدينية. وقد أوحى الأسقف إغناطيوس (هزيم) إلى المثلث الرحمات المطران انطونيوس (بشير) ميتروبوليت نيويورك وأميركا الشمالية بالفكرة، فأخذ هذا الأخير على عاتقه أن يقدّم لكنيسته الأم معهداً لاهوتيّاً عالياً بعد ألف سنة من إغلاق مدرسة انطاكية العريقة. وفي المؤتمر العام لأبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية عام 1965 اتّخذ القرار النهائي بانشاء هذا المعهد على التلة البلمندية قرب الدير العريق قِبلة أنظار الأرثوذكس في هذه الديار، وذلك بسبب المكانة الخاصة التي يشغلها البلمند في نفس كل ارثوذكسي انطاكي. وقد تألّف مجلس الأمناء من السادة المطارنة أنطونيوس مطران نيويورك، وبولس (الخوري) مطران صيدا وصور، إغناطيوس (حريكه) مطران حماه، والياس (معوض) مطران حلب، والياس (قربان) مطران طرابلس، والأسقف اغناطيوس (هزيم) غبطة البطريرك لاحقاً، ومن السادة قسطنطين زريق والبير لحّام وأنيس شباط وريمون رزق وأندريه جحا واسكندر بشير ونقولا خير ومنير عطية وألكسي بطرس. بعد وفاة المطران انطونيوس تعيّن خلفه المطران فيليبس (صليبا) في المجلس، وحلّ جاورجيوس (خضر) مطران جبيل والبترون محلّ مطران حماه اغناطيوس (حريكه) بعد وفاة هذا الأخير.
في 10 آب 1966 قرّر المجمع الانطاكي المقدّس وضع حجر الأساس للمعهد وقد وضعه المثلث الرحمات البطريرك ثيودوسيوس السادس في 15 آب 1966. وتعهّد المطران فيليبس تنفيذ وصية سلفه المطران انطونيوس بإكمال بناء المعهد وهكذا انطلقت ورشة العمل. بعد ارتقاء المثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع (معوض) السدّة البطريركية تألف مجلس الأمناء من السادة المطارنة الياس ميتروبوليت طرابلس واغناطيوس ميتروبوليت اللاذقية غبطة البطريرك لاحقاً وجاورجيوس ميتروبوليت جبيل والبترون ومن السادة منير برباري وكمال رفقا وأنيس شباط وكريم عزقول وريمون غصن ولطف الله ملكي وكوستي بندلي وغسان تويني وقسطنطين زريق ومنير عطية والبير لحام وأديب نصّور.
افتتح المعهد أبوابه عام 1970 وتولّى إدارته سيادة المطران اغناطيوس ميتروبوليت اللاذقية غبطة البطريرك لاحقاً.
في الأحد الواقع في 7 تشرين الثاني 1971 دشّن المثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع المعهد رسمياً، بحضور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية سليمان فرنجية وأعضاء المجمع المقدّس وأركان الدولة وحشد من المؤمنين.
في العام الدراسي 1972-1973 تولّى إدارة المعهد قدس الارشمندريت بندلايمون رودوبولس (ميتروبوليت تيرولوييس وسيرانديون ورئيس جامعة تسالونيكي لاحقاً) أستاذ القانون الكنسي في جامعة تسالونيكي اليونان. وفي عيد شفيع المعهد عام 1974 وزّعت الشهادات على دفعة الخريجين الأولى، وبعدها أصدر رئيس الجمهورية اللبنانية في 26 شباط 1975 مرسوماً رقمه 9764 يرخّص فيه لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بإنشاء معهد عال لتعليم اللاهوت الأرثوذكسي في البلمند. لكن اشتعال الحرب اللبنانية اضطّر إدارة المعهد إلى نقل مكان التدريس إلى مدينة تسالونيكي.
عام 1978 انتُخبت لجنة مجمعية للإشراف على المعهد مؤلفة من السادة المطارنة الياس ميتروبوليت طرابلس وألكسي (عبد الكريم) ميتروبوليت حمص وجاورجيوس ميتروبوليت جبيل والبترون، وأسندت العمادة إلى الأب ميشال كرياكوس (المتروبوليت افرام، مطران أبرشية طرابلس حالياً) وافتتحت السنة الأولى فيه.
في عام 1980 أسندت عمادة المعهد إلى الأب ميشال نجم. بتاريخ 8 آذار 1984 انتخب المجمع المقدّس في جلسته المنعقدة في معهد القديس يوحنّا الدمشقي لجنة مجمعية للإشراف على المعهد تتألف من السادة المطارنة قسطنطين (باباستيفانو) ميتروبوليت بغداد والكويت والياس (عوده) ميتروبوليت بيروت وبولس (بندلي) ميتروبوليت عكار.
عام 1986 حضر المطران قسطنطين إلى المعهد وتولّى إدارته شخصياً.
في العام الجامعي 1987-1988 أُسندت إدارة المعهد إلى الأرشمندريت يوحنّا يازجي غبطة البطريرك الحالي. في 4 حزيران 1988 وبناء على أحكام المرسوم 4885 الصادر عن رئيس الجمهورية اللبنانية، صار معهد القديس يوحنا الدمشقي جزءاً من جامعة البلمند الأرثوذكسية.
وقد تولّى العمادة في المعهد، بعد أن صار من مكوّنات جامعة البلمند الأساسيّة، الأسقف جورج أبو زخم (مطران حمص الحاليّ)، ثمّ الأرشمندريت بولس يازجي (مطران حلب حاليًا)، فالأسقف يوحنّا يازجي غبطة البطريرك الحالي لعهد ثانٍ، ثم الدكتور جورج نحاس نائب رئيس جامعة البلمند، ومن ثم الاسقف غطاس هزيم.
أمّا حاليًا فيتولّى إدارة المعهد قدس الأب بورفيريوس جورجي.
يتميّز المعهد في الوقت الحاضر بانخراطه العضوي في تكوين جامعة البلمند وحضوره على المنابر الأكاديمية اللاهوتية المرموقة في العالم. ويظهر دوره الكنسي وانفتاحه على محيطه الأوسع في حضوره الفاعل على المدى الأنطاكيّ في الوطن والانتشار والشهادة الكنسيّة في العالم، مع المحافظة على ميزته كصرح لإعادة إحياء التراث الكنسيّ الأنطاكيّ والتربيّة والتثقيف اللاهوتيين في هذا المشرق.